ومن الواضح : أن ما يحصل في بلاد الشيعة إنما يوجب عز المذهب وقوته ، وأما لو حصل في بعض بلاد أوروبا ، وفي الملأ العام في ظروف معينة ، فقد يوجب ذلك نفور كثير من الناس ، بسبب عدم إعدادهم لمثل هذه الأمور . . وهذا نظير نفرتهم من رمي الجمرات في الحج ، أو من رجم الزاني ، وقطع يد السارق ، و . . ونحو ذلك من شعائر ، فإن فهمهم لها ، وانسجامهم معها ، يحتاج إلى أن يمروا بمراحل من التفهيم والتوجيه والتعريف بالمباني والأصول ، والمنطلقات . . الضرر والإيذاء للنفس : 3 - واستدلوا على حرمة ذلك أيضاً ، بأنه يتضمن الضرر والإيذاء للنفس . والإيذاء ، والضرر محرمان شرعاً وعقلاً . . ونقول : أولاً : بالنسبة لتحريم الإيذاء عقلاً ، نلاحظ : أن جرح الرأس واللطم ، ليسا من قبيل الظلم الذي هو قبيح على كل حال ، وحرام شرعاً أينما وجد ، إذ لو كانا كذلك لم يجز فعل الجرح في أي مورد كان ، حتى في موارد الحجامة ، والختان ، وثقب أذن المولود ، ونتف شعر الإبطين ، والعمليات الجراحية للتجميل و . . و . . وذلك لأن القبيح عقلاً ، لا يصير مستحباً أبداً ولا محبوباً للشارع ، وتجويز ارتكابه في صورة التزاحم لا يخرجه عن صفة