بمكة قبل ذلك . . وقد أودع في كتابيه هذين ، وفي غيرهما فنوناً من الكلام الذي أعجب كثيرين من أهل التصوف من أهل السنة ، واجتذب عدداً من العرفاء والمتصوفة من الشيعة الإمامية أيضاً . . وقد وجد بعض علماء العرفان من الشيعة ، بعض اللمحات ، التي هي شديدة الندرة في كلامه ، دعتهم للاعتقاد بتشيُّع هذا الرجل . . رغم أن في مقابلها ما لا يكاد يحصر من دلائل التزامه بمذهب أهل السنة ، بل وتعمقه فيه ، وتعصبه له إلى أبعد الحدود . . مع أن تلك اللمحات التي وجدوها . . ليست فقط قابلة للتأويل ، بل هي لا تحتاج إلى تأويل ، من حيث إنها لا تخرج عن قواعد والتزامات أهل السنة أيضاً ، كما أن عدداً منها ، لا بد أن يعدَّ من الأدلة القاطعة على تسننه الشديد أيضاً . . غير أن حسن الظن ، وطهر الروح لدى بعض هؤلاء الأخيار ، قد دعاهم إلى التماس العذر لهذا الرجل ، حتى فيما لا يعذر فيه أحد . . ثم إنهم قد ذكروا : أنه قد ذهب إلى تشيُّع ابن عربي : كل من المحدث النيسابوري ، وابن فهد الحلي ، والقاضي نور الله التستري ، والشيخ البهائي ، والفيض الكاشاني ، والمجلسي الأول . . [1] . وأضاف بعضهم : السيد صالح الموسوي الخلخالي . . ولا نريد التحقيق في صحة نسبة هذا الرأي إلى هؤلاء العلماء ، رغم أن