الصوفية ، ويدعيها لعمر بن الخطاب . . بل هو يثبت لمناوئي أهل البيت أعظم مراتب الكرامة والطهارة . . والنصوص التي نوردها في هذا الفصل توضح هذه الحقيقة . نحاول أن نذكرها من دون تعليق ، فنقول : معاصي المعصوم مغفورة : 1 - قال : « اعلم : أن من عباد الله من يطلعهم الله على ما قدر عليهم من المعاصي ، فيسارعون إليها من شدة حيائهم من الله ، ليسارعوا بالتوبة ، وتبقى خلف ظهورهم ، ويستريحون من ظلمة شهودها . فإذا تابوا رأوها عادت حسنة ، على قد ما تكون . . ومثل هذا لا يقدح في منزلته عند الله . فإن وقوع ذلك من مثل هؤلاء ، لم يكن انتهاكاً للحرمة الإلهية ، ولكن بنفوذ القضاء والقدر فيهم . وهو قوله : * ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ) * [1] . . فسبقت المغفرة وقوع الذنب . . فهذه الآية قد يكون لها في حق المعصوم وجه : وهو أن يُسْتَر عن الذنوب ، فتطلبه الذنوب فلا تصل إليه ، فلا يقع منه ذنب أصلاً ، فإنه مستور عنه . . أو يُستر عن العقوبة فلا تلحقه ، فإن العقوبة ناظرة إلى محال الذنوب ، فيستر الله من شاء من عباده ، بمغفرته عن إيقاع العقوبة له ، والمؤاخذة عليه . والأول أتم . فتقدمت المغفرة من قبل وقوع الذنب ، فعلاً كان أو تركاً ، فلا تقع منه إلا