حيث قالوا : إن هذه الأبيات قد تضمنت تلويحاً بحسن طويته ، وصفاء عقيدته . ونقول : أولاً : إنه إن كان يتحدث عن وصي الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، فإنه لم يعين من هو هذا الوصي ، فهل هو أبو بكر ؟ ! أم هو علي ؟ ! أم شخص ثالث سواهما ؟ ! ثانياً : سلمنا أن المراد به الإمام علي عليه السلام ، بقرينة أنه قد صرح بذلك في بعض مؤلفاته ، حيث قال : « فلا الحق رضيها لنبيه ، ولا النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، رضيها لابنته ووصيه » [1] . . فإننا نقول : ولكن ليت شعري ، ما هو مقصوده من كونه وصيا ؟ ! ، فإن ظاهر كلامه ، بل صريحه ، يتحدث في هذا المورد ، عن أصل الوصية ، التي هي مطلوبة للشارع من كل أحد ، ولذلك قال مخاطباً سامعه وقارئه : « فاعمد إليها ولا تهمل طريقتها » . . فإنه لا يريد أن يقول : إن على كل مسلم أن يوصي بالخلافة من بعده . وأما بالنسبة لوصف الإمام علي عليه السلام بالوصي في بعض مؤلفاته الأخرى ، فإننا نقول : إنه ليس ثمة ما يثبت : أنه يقصد أيضاً الوصية في أمر الإمامة ، أو الخلافة . ولذلك تجد أهل السنة لا ينكرون ، بل هم يصرحون بكون علي عليه السلام هو الوصي لرسول الله صلى الله عليه وآله ، ولكنهم يصححون خلافة
[1] مجموعة رسائل ابن عربي ج 1 ص 142 و 143 ط دار المحجة البيضاء سنة 1421 ه بيروت - لبنان .