responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابن عربي سني متعصب نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 36


أولى من رأي من ليس بمعصوم . . » .
فإن كلامه هذا يتضمن تخطئة رسول الله صلى الله عليه وآله ، واعتبار ما يفعله النبي صلى الله عليه وآله رأياً له ، وليس بدلالة إلهية . . مع أن هذه الآية التي هي في صورة عتاب إلهي ، إنما جاءت لتسجل غاية الثناء والمدح ، والتكريم لرسول الله صلى الله عليه وآله ، وقد أراد الله تعالى من خلالها أن يجعل الرسول لنا أسوة وقدوة في نفس فعله هذا . .
إنه تعالى يقول : إن هاتين المرأتين اللتين تواجهان رسول الله صلى الله عليه وآله ، بأعظم الأذى ، قد تظاهرتا عليه صلى الله عليه وآله ، إلى الحد الذي أوجب التدخل الإلهي ، لفضح أمر المتظاهرتين ، وإعلان : أن * ( اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ) * [1] .
و المتظاهرتان هما اللتان أفشتا سره ، و تفننتا في الإضافة على هذا السر ، والزيادة فيه ، حتى عرف رسول الله صلى الله عليه وآله بعضه ، وأعرض عن بعض . .
واللافت هو : أنه صلى الله عليه وآله ، إنما يلقى هذه المعاملة من امرأة ، وممن هي زوجته ، التي له حق القوامة عليها ، وهو نبيها ، وأولى بها من نفسها . .
هذا النبي - برغم ذلك كله - يعاملها أحسن معاملة ، ويكون موقفه منها ليس مجرد الصفح والعفو ، بل يصل إلى حد أنه صلى الله عليه وآله يَحْرِم نفسه مما هو حلال له ، لتبقى نفس تلك الزوجة المؤذية له ، مرتاحة ، ومسرورة ، وإنما كان سرورها في محروميته وعذابه . .
فالله تعالى يريد أن يظهر لنا هذا الخلق العظيم لرسول الله صلى الله عليه



[1] الآية 4 من سورة التحريم .

36

نام کتاب : ابن عربي سني متعصب نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست