responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابن عربي سني متعصب نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 137


فقال تعالى : * ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ ) * [1] . . أي ستروا ما بدا لهم في مشاهدتهم من أسرار الوصلة ، فقال : لا بد من أن أحجبكم عن ذاتي بصفاتي . فتاهوا كذلك فما استعدوا . فأنذرتهم على ألسنة أنبيائي الرسل ، في ذلك العالم ، فما عرفوا : لأنهم في عين الجمع ، وخاطبهم الحق من عين التفرقة ، وهم ما عرفوا عالم التفصيل ، فلم يستعدوا . وكان الحب قد استولى على قلوبهم سلطانه ، غيرة من الحق في ذلك الوقت .
فأخبر تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ، روحاً وقرآناً ، بالسبب الذي أصمهم عن إجابة ما دعاهم إليه ، فقال : * ( خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ ) * [2] . . فلم يسمعها غيره ، * ( وَعَلَى سَمْعِهِمْ ) * . . فلا يسمعون سوى كلامه على ألسنة العالم ، فيشهدونه في العالم متكلماً بلغاتهم : * ( وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ) * . . من سناه - إذ هو النور - وبهائه ، إذ له الجلال والهيبة : يريد الصفة التي تجلى لهم فيها المتقدمة . .
فأبقاهم الحق غرقى في بحور اللذات بمشاهدة الذات ، فقال لهم : لا بد لكم من * ( عَذَابٌ عظِيمٌ ) * فما فهموا ما العذاب ، لاتحاد الصفة عندهم .
فأوجد لهم الحق عالم الكون والفساد ، وحينئذ علمهم « جميع الأسماء » ، وأنزلهم على العرش الرحماني ، وفيه عذابهم ، وقد كانوا مخبوئين عنده في خزائن غيوبه ، فلما أبصرتهم الملائكة خرت سجوداً لهم ، فعلموهم الأسماء . .
فأما أبو يزيد ، فلم يستطع الاستواء ، ولا أطاق العذاب ، فصعق من حينه . فقال تعالى : « ردوا علي حبيبي ، فإنه لا صبر له عني » .
فحجب بالشوق والمخاطبة .



[1] الآية 6 من سورة البقرة .
[2] الآية 7 من سورة البقرة .

137

نام کتاب : ابن عربي سني متعصب نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست