وما رآه أحد من الأنبياء والرسل إلا من مشكاة الرسول الخاتم ، ولا يراه أحد من الأولياء إلا من مشكاة الولي الخاتم ، حتى إن الرسل لا يرونه متى رأوه إلا من مشكاة خاتم الأولياء . فإن الرسالة والنبوة ، أعني نبوة التشريع ورسالته تنقطعان ، والولاية لا تنقطع أبداً . فالمرسلون مم كونهم أولياء لا يرون ما ذكرناه من مشكاة خاتم الأولياء ، فكيف من دونهم من الأولياء ؟ وإن كان خاتم الأولياء تابعاً في الحكم لما جاء به خاتم الرسل من التشريع ، فذلك لا يقدح في مقامه ، ولا يناقض ما ذهبنا إليه ، فإنه من وجه يكون أنزل ، كما أنه من وجه يكون أعلى . . وقد ظهر في ظاهر شرعنا ما يؤيد ما ذهبنا إليه في فضل عمر في أسارى بدر بالحكم فيهم ، وفي تأبير النخل . فما يلزم الكامل أن يكون له التقدم في كل شيء ، وفي كل مرتبة ، وإنما نظر الرجال إلى التقدم في رتبة العلم بالله ، هنالك مطلبهم . . وأما حوادث الأكوان ، فلا تعلق لخواطرهم بها ، فتحقق ما ذكرناه . . ولما مثل النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم النبوة بالحائط من اللبن ، وقد كمل سوى موضع لبنة ، فكان صلى الله عليه [ وآله ] وسلم تلك اللبنة . وأما خاتم الأولياء ، فلا بد له من هذه الرؤيا ، فيرى ما مثله به رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، ويرى في الحائط موضع لبنتين . واللبن من ذهب وفضة ، فيرى اللبنتين اللتين تنقص الحائط عنهما ، وتكمل بهما : لبنة ذهب ، ولبنة فضة ، فلا بد أن يرى نفسه تنطبع في موضع تينك اللبنتين ، فيكون خاتم الأولياء تينك اللبنتين فيكمل الحائط . . والسبب الموجب لكونه رآها لبنتين أنه تابع لشرع خاتم الرسل في