أهل البيت [ عليهم السلام ] ، مثل سلمان الفارسي إلى يوم القيامة في حكم هذه الآية من الغفران ، فهم المطهرون اختصاصاً من الله ، وعناية بهم ، لشرف محمد صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، وعناية الله به . ولا يظهر حكم هذا الشرف لأهل البيت [ عليهم السلام ] إلا في الدار الآخرة ، فإنهم يحشرون مغفوراً لهم ، وأما في الدنيا ، فمن أتى منهم حداً أقيم عليه ، كالتائب إذا بلغ أمره ، وقد زنى ، أو سرق ، أو شرب ، أقيم عليه الحد مع تحقق المغفرة ، كما عزروا أمثاله ، ولا يجوز ذمه . وينبغي لكل مسلم مؤمن بالله وبما أنزله أن يصدق الله تعالى عليهم السلام في قوله : * ( لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) * [1] . . فيعتقد في جميع ما يصدر من أهل البيت [ عليهم السلام ] : أن الله قد عفا عنهم فيه ، فلا ينبغي لمسلم أن يلحق المذمة بهم الخ . . [2] . خلاصة لما تقدم : وقد ظهر من النصوص المتقدمة أمور كثيرة ، نكتفي منها بذكر ما يلي : أولاً : إنه يقول : إن المراد بأهل البيت هم جميع أبناء فاطمة إلى يوم القيامة ، ثم هو يدخل فيهم جعفراً وسلمان الفارسي ، مع أنهما ليسا من أبنائها ، ثم هو يفرق بين كلمتي أهل وآل . . ويقول : إن المراد بآل البيت هم المؤمنون من أمته صلى الله عليه وآله كلها ، تارة . . وأنهم العلماء والمخلصون . .
[1] الآية 33 من سورة الأحزاب . [2] الفتوحات المكية ج 3 ص 230 و 231 وراجع ص 234 و 235 و 239 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى .