6 - حديث المنزلة : وقالوا : « لقد أومأ بدقة إلى حديث المنزلة ، تحت عنوان « فص هاروني » من كتاب الفصوص ، والعبارة هي قوله : « فص حكمة إمامية في كلمة هارونية » . حيث دلت عبارته هذه - بزعمهم - على أمرين : أحدهما : أن ظاهر الكلمة يوهم : أن حكمة الطائفة الإمامية في الكلمة الهارونية ، وهي حديث المنزلة ، ولفظ أخلفني . ثانيهما : إنه أورد في عبارته المقام الهاروني صريحاً بلفظ « الإمامة » ، ولم يبال بمخالفة علماء أهل السنة ، وإنكارهم الخلافة الهارونية . . » [1] . ونقول : أولاً : إن هذا الإستدلال غريب أيضاً . . فإنه لم يورد في ذلك الفصل أي شئ يشير إلى هذه التفاصيل التي ذكروها سوى هذا العنوان الآنف الذكر ، فهو لم يشر إلى الإمام علي عليه السلام ، ولا إلى حجة الوداع ، ولا إلى حديث المنزلة ، ولا لغير ذلك ، مما يدل على أمر الإمامة ، لا من قريب ولا من بعيد . . ثانياً : إن كلمة الإمامة تستعمل عند أهل السنة في معنى الخلافة أيضاً . . وأهل السنة ينكرون خلافة هارون لأخيه موسى ، وصيرورته بذلك إماماً لقومه بعده . . بحجة أن النبي هارون عليه السلام ، قد مات قبل النبي موسى عليه السلام ، فلا معنى لأن يكون خليفة له من بعده . . ونقول لهم : إن المراد من حديث المنزلة هو إثبات المنزلة التي كانت لهارون النبي من النبي موسى عليهما السلام - إثباتها لأمير المؤمنين عليه