والاعتقاد لإمامته بعد الرسول بلا فصل . . الثاني : نفي الإمامة عمن تقدمه في مقام الخلافة . وهذا الركن الثاني هو الركن الأهم ، إذ إن الولاية الحقيقية لا تتحقق إلا به ، فإن إظهار المحبة الولاء أمر شائع ، وهو خفيف المؤونة ، يبادر الناس لإظهاره لأدنى مناسبة ، حتى من يعتقد بإمامة على أمير المؤمنين عليه السلام ، أما رفض ولاية من استأثروا لأنفسهم بالخلافة ، فهو الأصعب ، والأشد . وهو الذي يميز الشيعي حقيقة عن غيره . . فهل كان ابن عربي مستجمعاً لهذين الركنين ؟ ! ليمكن الحكم بتشيعه بالمعنى العام ؟ أم أنه فاقد لهما أو لأحدهما ؟ ! لكي لا يحكم عليه بذلك . . ونقصد بالمعنى العام ، ما يشمل الإمامية والجارودية من الزيدية ، والإسماعيلية أيضاً . . وأما التشيع بمعناه الأخص ، وهو كونه إمامياً اثنا عشرياً ، فله سمات ، وعلامات ، وخصوصيات أخرى أيضاً ، لا بد من التأكد من توافرها في أي شخص ليحكم بكونه شيعياً إمامياً . . وعلى كل حال ، فإن بيان حال ابن عربي ، والتأكد من صحة نسبة التشيع إليه ، هو ما سيتضح في الفصول التالية . . بداية وتوطئة : إن الذين قالوا عن ابن عربي : إنه شيعي يكتم تشيعه ، قد استدلوا على مدَّعاهم هذا بعدة أمور ، رأوا أنها مفيدة في إثباته ، ونحن نوردها ، وفقاً لما يستفاد من كلماتهم ، ونسجل ملاحظاتنا عليها في ضمن المطالب التالية :