الصحيح ، عن شرحبيل بن مسلم : أن عثمان رضي الله عنه ، كان يطعم الناس طعام الإمارة ، ويدخل في بيته ، فيأكل الخبز والزيت . ناشدتكِ الله ، هل فعلتِ هذا مع أصحابكِ قط ، آثرتِهم باللطيف ، وأستأثرتهم بالخشن الخ . . » [1] . وهذه المناشدة تعطينا : أنه لا يرى عثمان مستأثراً ببيت المال لنفسه ، ولذويه ، بل هو بكلامه هذا يجعله من أعظم الزاهدين . مع أننا قد ذكرنا في كتاب « مختصر مفيد » بعضاً من أفاعيل عثمان ببيت مال المسلمين ، فراجع ذلك الكتاب حين الحديث عن جيش العسرة . . ج : محاولة الطعن بعلي ( عليه السلام ) : 15 - ثم يسوق الكلام مع نفسه إلى أن يصل إلى علي أمير المؤمنين عليه السلام ، فيحاول أن يدس في كلامه ما ينقص من قدره عليه السلام ، ويثير حوله أكثر من شبهة وسؤال ، وذلك حين يشير إلى قضية مكذوبة تتحدث عن تسبيح الحصى في كف النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وعمر ، وعثمان ، وسكوته في كف علي . . فاستمع إليه ، وهو يتابع مناشدته لنفسه ، فيقول لها : « يا نفس هذا علي رضي الله عنه ، على تمكنه فيما تدعينه من المقام والحال ، قد علم المقام ، وعمله ، وأحكمه ، ووفى الحقائق حقها على أتم الوجوه » . . إلى أن قال : « انظري يا نفس إلى تمكنه في المعارف ، وتبرزه في صدور المواقف ، وضربه بيده إلى صدره ، فيقول : إن ها هنا لعلوماً جمة ، لو وجدت لها حملة » . .
[1] مجموعة رسائل ابن عربي ( المجموعة الأولى ) ص 127 .