هارون الرشيد العباسي ، المتوفي سنة 184 للهجرة ، أي قبل وفاة أبيه هارون . والآخر أحمد السبتي ، الذي كان في آخر المئة السادسة بمراكش ، وينسب إليه علم الزايرجة ، الذي هو من القوانين الصناعية ، لاستخراج الغيوب [1] . والظاهر : أن ابن عربي يتحدث عن الأول كما يظهر من سياق كلامه ، ووصفه له ، وتصريحه باسم أبيه . إلا أن يكون هناك شخص ثالث بهذا الاسم ، وهذا ما لا نعرفه نحن . ولا يساعد عليه ظاهر بل صريح كلامه . . لا خلود في النار ، بل فيها النعيم : 37 - ويقول : « ولا بد لأهل النار من فضل الله ورحمته في نفس النار ، بعد انقضاء مدة موازنة أزمان العمل ، فيفقدون الإحساس بالآلام في نفس النار ، لأنهم ليسوا بخارجين من النار ، فلا يموتون فيها ولا يحيون ، فتتخدر جوارحهم بإزالة الروح الحساس منها . . وثمة طائفة يعطيهم الله بعد موازنة المدد بين العذاب والعمل نعيماً خيالياً ، مثل ما يراه النائم وجلده ، كما قال تعالى : * ( كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ ) * [2] . . هو كما قلنا : خدرها . فزمان النضج والتبديل يفقدون الآلام ، لأنه إذا انقضى زمان الإنضاج خمدت النار في حقهم ، فيكونون في النار كالأمة التي دخلتها ، وليست من أهلها ، فأماتهم الله فيها إماتة ، فلا يحسون بما تفعله النار في أبدانهم . . الحديث بكماله ذكره مسلم في صحيحه وهذا من فضل الله
[1] راجع : الكنى والألقاب ج 2 ص 306 . [2] الآية 56 من سورة النساء .