ورحمته . . » [1] . ويبقى السؤال الذي يلح بطلب الإجابة قائماً ، وهو : أنه لماذا يقضي الله عليهم بعدم الخروج من النار إذا كانوا لا يستحقون البقاء فيها ؟ ! . . وإذا كان بقاؤهم باختيارهم وإصرارهم ، فما هي مبررات هذا الاختيار ، وذلك الإصرار ؟ ! وهل يبقون في النار قهراً ، وجبراً ، وقسراً عن إرادة الله ، تبارك وتعالى ؟ ! وإذا كان الأمر كذلك ، فلماذا يكون التخفيف عنهم ؟ ! وإذا كان الخدر هو بسبب التخفيف بصورة طبيعية ، فلماذا لا يكون سبباً لذلك قبل حصول الموازنة ؟ ! إلى غير ذلك من الأسئلة الكثيرة التي تحتاج إلى جواب . . 38 - ويقول : « الذي يليق بالآخرة إنما هو الخروج من النار ، فلا يبقى في النار موحد ، ممن بعث إليه رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم . ولا أحد ممن بعث إليه يبقى شقياً ، ولو بقي في النار ، فإنها ترجع عليه برداً وسلاماً من بركة أهل البيت » [2] . 39 - وقال : « وأما أهل النار فمآلهم إلى النعيم ، ولكن في النار ، إذ لا بد لصورة النار بعد انتهاء مدة العقاب ، أن تكون برداً وسلاماً على من فيها ، وهذا نعيمهم . فنعيم أهل النار بعد استيفاء الحقوق نعيم خليل الله حين ألقي في النار ، فإنه عليه السلام تعذب برؤيتها ، وبما تعوّد في علمه وتقرر الخ . . » [3] .
[1] الفتوحات المكية ج 4 ص 403 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى . [2] الفتوحات المكية ج 13 ص 148 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى . [3] فصوص الحكم ص 169 .