فالهرولة معقولة ، وصورة النسبة مجهولة ، وكذلك جميع ما وصف الله به نفسه مما توصف به المحدثات » [1] . وهذا الكلام هو نفس ما يقوله أئمة العقائد ، من حشوية أهل السنة والوهابية . . نزول الله إلى السماء الدنيا : 30 - وهو أيضاً يصدق بالحديث القائل : إن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا في كل ليلة ، في الثلث الباقي من الليل [2] . مع أن أهل البيت عليهم السلام قد أعلنوا بالإنكار على الذين يسوِّقون لهذا الحديث ، وبينوا : أنهم قد حرفوا الكلام عن مواضعه ، فقد روي أنه قيل للإمام الرضا عليه السلام : ما تقول في الحديث الذي يروي الناس عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، أنه قال : إن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا ؟ فقال عليه السلام : لعن الله المحرفين للكلم عن مواضعه ، والله ، ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله كذلك . إنما قال صلى الله عليه وآله : إن الله تعالى ينزل ملكاً إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير ، وليلة الجمعة في أول الليل ، فيأمره فينادي : هل من سائل ، فأعطيه ؟ هل من تائب فأتوب عليه . . إلى أن قال : فلا يزال ينادي هذا إلى أن يطلع الفجر ، فإذا طلع الفجر عاد إلى محله
[1] الفتوحات المكية ج 5 ص 237 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى . [2] الفتوحات المكية ج 4 ص 195 وج 6 ص 117 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى . وفصوص الحكم ص 111 . ومجموعة رسائل ابن عربي ( المجموعة الثالثة ) ص 334 .