أضف إلى ذلك : أن بلاد المغرب التي نشأ فيها ابن عربي قد فتحت على يد موسى بن نصير الشيعي ، وكانت دعوات الشيعة شائعة فيها ، وبقيت لها آثار ظاهرة على مدى القرون . . كما أن الدعوة الإسماعيلية التي انتهت بإنشاء دولة الفاطميين في مصر ، لم يكن نشاطها بعيداً عن سائر بلاد المغرب . . ابن عربي يلجأ للتقية : وقالوا : في الاعتذار عن مدائحه لأهل السنة ، وللشخصيات التي يقدسونها أو يحترمونها ، وعن ذمه وتجريحه بالشيعة - قالوا - : إن ظروف التقية في الشام قد أجبرت الشيخ محيي الدين بن عربي على كتمان ولائه . . ونقول : أولاً : إنه قد ألف الفتوحات المكية المشحون بدلائل التسنن في مكة قبل أن يأتي إلى الشام . . فلماذا خص الحديث بالتقية في خصوص هذا البلد . أعني الشام دون غيره من البلاد التي حل فيها ابن عربي ؟ ! . ثانياً : إنه إذا صح ما ذكره ، فكيف لم يمارس التقية في الكتاب الذي نسبوه إليه ، حول الأئمة الاثني عشر ؟ ! . . ثالثاً : إنهم يدَّعون ، كما ذكرنا آنفاً ، أن كتبه مشحونة بمناقب أهل البيت عليهم السلام ، ما عدا كتاب الفتوحات المكية . ورغم عدم صحة هذا الادعاء نقول : لماذا شحن كتبه بمناقبهم ، وأفرغ منها خصوص كتابه هذاِ . . بل هو قد ملأه ، يما هو صريح في تسننه العميق والراسخ ؟ رابعاً : إن ما ذكره في كتبه ليس مجرد كتمان ولاء ، بل هو المبادرة الطوعية إلى تقرير أمور كثيرة جداً ، ترسخ حقيقة التسنن ، رغم أنه لم يكن