فوضع الأمويون هذه الأكذوبة المفضوحة ؛ ليظهروا للناس : أنهم غير متفردين في أكل مال الله ، والاستئثار بأموال المسلمين . . وأن من يتوجه الناس إليهم لإنصافهم ، ويعلقون الآمال عليهم ، وعلى حكمهم ، ليسوا بأفضل من غيرهم ، من حكام الأمويين وولاتهم . . ان لم يكونوا أكثر منهم سوءا . . سيما إذا رأوا أن أخص الناس عند علي ، ورأس الناس بعده - على حد تعبير معاوية - يأكل ستة ملايين دفعة واحدة ؛ فكيف بما يأكله سائر العمال ، أو أكلوه ، مما لم يتيسر له مثل أبي الأسود الغاضب ليفضحه ، ويزيح الستار عنه . . واذن . . فتكون النتيجة هي : أن عليا ، وسائر العلويين هم : كسائر حكام بني أمية ، وعمالهم ، ان لم يكن أولئك يزيدون على هؤلاء ، ويتفوقون عليهم . وقد اختاروا لهذه الأكذوبة عبد الله بن العباس - الرجل الذي وصفه معاوية وغيره بما عرفت - عند ما لم يكن لهم إلى الخدشة في علي عليه السلام ، وسيرته سبيل ، كيف وهي كالنار على المنار ، وكالشمس في رابعة النهار . ولو أنهم حاولوا ذلك ؛ فإن الناس سوف لا يصدقونهم ،