يتعدى النقاش من ذلك إلى حقهم في الخلافة . . وهو أمر لا يريد معاوية وأعوانه توجيه أنظار الناس إليه في أي من الظروف والأحوال . . ولكن هذا مما لا يمكن قبوله ؛ لان إجابة ابن عباس على أقواله بالمثل ، وتعييره بالسرقة ، وتعيير علي عليه السلام بتولية الفساق ، السارقين لأموال الله والأمة ، أمر مهم جداً لمعاوية ، يفوق أهمية قضية الخمس . . وإذا كان معاوية قد استطاع ان يموه على الناس في قتل عمار بن ياسر ، الذي جاء النص الصريح بأنه : تقتله الفئة الباغية . . وخيل لهم : أن من جاء به هو الذي قتله ؛ فلم لا يستطيع أن يموه على الناس في قضية الخمس ، مع أن الأمر فيها أيسر وأسهل ، لسبق اختلاف الصحابة في تفسير آية الخمس والفيء ، كما في احكام القرآن . وتفسير الطبري كما ستأتي الإشارة إليه ، وكان قد صرف النظر عن هذه القضية قبل زمان معاوية بوقت ليس بالقصير . . [1]
[1] لقد أشبع الكلام في اختلافهم في ذلك العلامة المحقق الشيخ علي الأحمدي في مكاتيب الرسول ج 2 ص 539 فراجع .