وإذا كان من الممكن : ان يمنعه إباء نفسه من الذهاب إلى معاوية كما يقال . . فلم لا يمنعه هذا الإباء عن ارتكاب جريمة السرقة نفسها ، وعن شراء المولدات ، والتفوه بالألفاظ النابية والقبيحة ؟ ! . . وهل يمكن ان نصدق أنه يفضل الموت والقصاص من علي عليه السلام على الذهاب إلى معاوية ؟ ! . وإذا ما قيل : انه كان عازماً على الفرار إلى معاوية ، عند الاضطرار ، كما يدل عليه تهديده لعلي . فهل من الممكن ان نتصوره لا يضطر إلى ذلك ، وهو يعلم ان علياً هو الذي يطالبه . . على الذي يقول : انه سوف يبقر الباطل حتى يخرج الحق من خاصرته . . والذي يكون الذليل عنده عزيزاً حتى يأخذ الحق له ، والعزيز عنده ذليلاً حتى يأخذ منه الحق ؟ ! . . وإذا كان يرى ان التجاءه إلى البيت الحرام يمنع علياً من أخذه ، لتقيد علي بالشرع كما صرح به طه حسين ، حيث قال : انه لم يترك عمله : « ليعود إلى الكوفة ؟ أو ليقيم في العراق ، أو في حيث يستطيع الإمام أله عن عمله قبل ان يعتزله . وانما ترك المصر ولحق بمكة حيث لا يبلغه سلطان الإمام ، وحيث لا يقدر الإمام علي ان يناله بالعقاب ، ان