نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 90
سيقوا إلى بابل عقب سقوطه مملكة يهوذا فهم الذين عاد بعضهم إلى بيت المقدس في عهد قورش ، ومن أعقابهم جاء اليهود الذين عاصروا الأحداث عقب ذلك ، وقد قلنا آنفا إن هؤلاء اليهود خضعوا لمصر وبابل والفرس واليونان والبطالسة والرومان ، وكانوا يعادون الجميع وينتهزون الفرص للثورة على سادتهم ، ومن أجل ذلك أنزل بهم هؤلاء السادة ألوانا من التدمير والتعذيب ، وكانت سنة 135 م نهاية حياة اليهود بفلسطين ، وقد أدركوا ألا مقام لهم بهذه البلاد ، فساحوا في الأرض ، وأقاموا هنا وهناك ، وبدا لهم بذلك عصر تشرد طويل يصوره Rane Sedillot [1] بأنه عود باليهود إلى سيرتهم الأولى خروجهم من مصر مع موسى حيث عاشوا في انحلال وتشرد ، وقد نزلوا خلال هذه الفترة الطويلة أكثر دول أوربا كما نزلوا بمصر وشمالي إفريقية واليمن وغيرها من الدول ، وقد كان هذا العصر بالغ الأثر في سلوك اليهود وتصرفاتهم . كانوا يرون فلسطين وطنا لهم ، ولكنهم الآن فقدوا الوطن . كانوا أمة متجمعة ، فأصبحوا أشتاتا هنا وهناك . كان لهم هيكل يتعبدون به ويقدمون بمذبحه القرابين ، ولكن الدمار نزل بالهيكل والمذبح . كانوا يرون أنفسهم شعب الله المختار ، ولكنهم سرعان ما وجدوا أنفسهم شعبا مضيعا ، مكروها كسير الجناح .