نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 64
إلى جبل الطور ويمكث ثلاثين ليلة صائما ليتلقى من الله الوصايا والتعليمات التي يسير عليها هو وشعبه ، وطالت هذه الليالي فبلغت أربعين ، لأن موسى استاك في آخرها فكلفه الله أن يزيدها عشرا ، وهنا يتناسى بنو إسرائيل كل معجزات موسى ويعودون إلى طبيعتهم الوثنية الشريرة الآثمة ، تقول التوراة : ولما رأى الشعب أن موسى أبطأ في النزول من الجبل اجتمع الشعب على هارون وقالوا له : قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا ، لأن هذا موسى ، الرجل الذي أصعدنا من أرض مصر لا نعلم ماذا أصابه ، فقال لهم هارون انزعوا أقراط الذهب التي في آذان نسائكم وبنيكم وبنانكم وأتوني بها ، فنزع كل الشعب أقراط الذهب وأتوا بها إلى هارون ، فأخذ ذلك من أيديهم وصورة بالأزميل وصنعه عجلا مسبوكا . . . فقال الرب لموسى اذهب لأنه قد فسد شعبك الذي أصعدته من أرض مصر ، زاغوا سريعا عن الطريق الذي أوصيتهم به ، صنعوا لهم عجلا مسبوكا وسجدوا له وذبحوا [1] . ونزل موسى من الحبل وغضب غضبا شديدا على قومه لعودتهم للوثنية وعبادة العجل ، وكان عقابهم أن تسلط بعضهم على بعض في معارك طويلة سقط فيها عدة آلاف . وبدأ موسى يسير بقومه تجاه فلسطين ، ولكن فلسطين كانت عامرة بالسكان الذين سبق أن تحدثنا عنهم ، وكان قد شاع بين الناس غدر بني إسرائيل وتآمرهم ضد البلاد التي ينزلونها ، فلم تعد فلسطين مفتوحة لهم كما كانت من قبل ، بل وقف أهلها في وجه بني إسرائيل يردونهم عنها ، وهكذا أصبحت محاولة دخولها معناها الحرب بين بني إسرائيل وبين هؤلاء السكان ، وكان بنو إسرائيل يخافون الحرب ، فقد تمكنت منهم الذلة والصغار ، فصاحوا بموسى ( إن فيها .
[1] خروج 1032 - 8 والقرآن الكريم ينسب هذا التصرف للسامري ( سورة طه الآيات 87 - 96 ) .
64
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 64