نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 63
في أوربا الوسطى يمتون بصلة الدم إلى إسرائيل أرض الميعاد أو يهود فلسطين القدماء ، الذين كانوا يعيشون بجوار نهر الأردن والبلاد المقدسة منذ القدم [1] . بعد الخروج : التف بنو إسرائيل حول موسى وهم بمصر ، لا كرسول ولكن كقائد وزعيم يرجى على يده الخلاص من استعباد المصريين ، ولذلك لم يكادوا يتحققون من نجاتهم من فرعون حتى شغبوا على موسى ، وقد سبق أن قلنا إن بني إسرائيل ثاروا على الحكم الوطني بمصر لما أحسوا أنهم فقدوا امتيازاتهم التي كانوا ينعمون بها خلال عهد العماليق ، وقد كرر بنو إسرائيل موقفهم هذا ضد موسى نفسه لما أفقدهم حياة الرخاء بمصر وجاء بهم إلى البرية ، التي فقدوا بها ما كانوا ينعمون به في مصر من خيرات ، فالحرية عندهم لم يكن لها جزاء ، ولذلك صاحوا به وبأخيه هارون فيما ترويه التوراة : - ليتنا متنا في مصر إذ كنا جالسين عند قدور اللحم نأكل خبزا للشبع ، فإنكما أخرجتمانا إلى هذا القفر لكي تميتا كل هذا الجمهور بالجوع [2] . - وفي بعض أماكن البرية لم يجدوا ماء ، فخاصم الشعب موسى وتذمروا عليه ، وقالوا لماذا أصعدتنا من مصر لتميتنا وأولادنا ومواشينا بالعطش [3] . وفي الطريق إلى فلسطين ترك موسى بني إسرائيل بناء على أمر ربه ليصعد
[1] لا يتنافى هذا مع الانعزالية التي ذكرنا أنها كانت طابع اليهود فاليهود فتحوا صفوفهم لهؤلاء الفرار وكون اليهود والمتهودون جماعة ظلت منعزلة عن سواها من الجماعات فكريا ، واجتماعيا فهم لا يلتقون بالناس في ميولهم وأن فتحوا صفوفهم للآخرين ، فذلك لمزيد من القوة والعدد ينماع فيهم . [2] سفر الخروج 16 : 2 - 3 . [3] سفر الخروج 17 : 3 .
63
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 63