نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 52
فرعون لنفسه ، وفرعون هذا هو ( فوتي فارغ ) أو ( فوطيفار ) كما تذكره التوراة ، وهو من ملوك الأسرة السادسة عشرة في القرن السابع عشر ق م . وأصبح يوسف مديرا لخزائن الطعام بمصر ، وهو منصب يماثل منصب وزير التموين في العهد الحاضر ، وقد هيأ هذا المنصب السبيل ليعقوب وأولاده أن يرحلوا إلى مصر فرارا من الجوع الذي عم بلادها مثلما حدث لإبراهيم من قبل [1] وكان السلطان لا يزال في أيدي الرعاة العماليق ( الهكسوس ) الذين كثيرا ما خلت تصرفاتهم من الولاء لمصر وشعبها ، إذ كانوا - كما قلنا - غاصبين للسلطة فيها ، وكانت حركات المواطنين لا تفتأ تعمل للايقاع بهم ، فربما كان من تخبط العماليق أن يتعاونوا مع غير المصريين ، ويبدو ذلك مما ذكرته التوراة من أن فرعون أغرى إخوة يوسف أن يحضروا لمصر ووعدهم بالغنى والثراء قائلا لهم : خذوا أباكم وبيوتكم وتعالوا إلى فأعطيكم خيرات أرض مصر وتأكلوا دسم الأرض ، خذوا لكم من أرض مصر عجلات لأولادكم ونسائكم واحملوا أباكم وتعالوا ، ولا تحزن عيونكم على أثاثكم لأن خيرات جميع أرض مصر لكم [2] . وسنرى أنهم استجابوا لهذه الدعوة السخية . إسرائيل وبنوه في مصر : ومرت بمصر سنون من الرخاء ، فاض خلالها إنتاجها ، وادخر الكثير منه ، ثم جاءت سنون أخرى من الجدب والقحط ، فهرع الناس إلى خزائن الملك يطلبون عونه ، ويسألونه القوت ، وأخذ يوسف يمنحهم القوت نظير
[1] اقرأ سورة يوسف ففيها تصوير واضح لهذه الأحداث التي أوجزناها . [2] سفر التكوين الأصحاح 45 : 17 - 20 .
52
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 52