responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 314


أسرار الدول والجماعات ليستغلوا هذه الأسرار في خدمة مصالحهم ، وفي إيقاف تطور أعدائهم أو تدمير هذا التطور ، فقد عرفت المسيحية منذ عهدها المبكر ، تجسس اليهود على قادتها وعلى أفكارها وكان من بين الحواريين من عمل جاسوسا لحساب اليهود ، فقد ذكرت الأناجيل الأربعة أن يهوذا الإسخريوطي عمل جاسوسا لليهود وساومهم على تسليم عيسى نظير ثلاثين من الفضة ، ولما قبضها قاد جماعة من اليهود للقبض على عيسى حيث كان مختفيا ، وقد جاء في إنجيل متى عن ذلك ما يلي : حينئذ ذهب واحد من الاثني عشر الذي يدعى يهوذا الإسخريوطي إلى رؤساء الكهنة وقال ماذا تريدون أن تعطوني وأنا أسلمه إليكم ، فجعلوا له ثلاثين من الفضة ، ومن ذلك الوقت كان يطلب فرصة ليسلمه [1] . . . وبعد مدة اصطحب جمعا معهم سيوف وعصى من قبل رؤساء الكهنة ، وسار إلى حيث كان يختبئ عيسى واتفق مع هؤلاء على علامة يعرفون بها عيسى قائلا الذي أقبله هو هو أمسكوه ، وتقدم يهوذا نحو يسوع وقال السلام يا سيدي وقبله . حينئذ تقدم اليهود وألقوا الأيادي على يسوع وأمسكوه [2] .
وفي مطلع الإسلام اتخذ اليهود التجسس وسيلتهم لينالوا من الإسلام ، فقد ادعى بعض اليهود دخول الإسلام ولكنهم كانوا في حقيقة الأمر منافقين ، ومن هؤلاء داعس وسعد بن حنيف وزيد بن اللصيت ورافع بن حريملة وغيرهم ، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام عن رافع يوم مات ( اليوم مات منافق عظيم ) وكان هؤلاء يتخذون المسجد وحلقات العلم مجلسا لهم ليتسقطوا أخبار المسلمين وليطلعوا على تنظيماتهم ، لينقلوا ذلك إلى اليهود وإلى حلفائهم المشركين ، ولكن المسلمين شكوا في تهجدهم وفي افتعالهم التقوى ، فراقبوهم حتى ظهر منهم ما ينقل هذا الشك إلى اليقين ، فانقض المسلمون عليهم وأخرجوهم من المساجد معلنين للملأ نفاقهم [3] .



[1] الأصحاح 26 : 14 - 16 .
[2] نفس الأصحاح : 48 - 50 .
[3] ابن هشام ج 2 ص 26 وما بعدها ، وانظر تاريخ العرب قبل الإسلام ، للدكتور جواد علي ج 6 ص 134 - 135 .

314

نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 314
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست