responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 310


وقد رأينا من قبل أن كثيرين من اليهود لم يرحبوا بالفرصة التي أتاحها لهم قورش للعودة لفلسطين ، وآثروا البقاء في فارس وفي أرض بابل لينعموا هناك بالغنى والجاه ، وفي تلك المنطقة نفث اليهود سمومهم ، ولما جاء الإسلام عاداه اليهود ووقف كذلك في وجهه قادة الفرص وأمراؤهم ، فكان ذلك فرصة لهؤلاء وأولئك ليتعاونوا للوقوف في وجه الإسلام وإثارة الشغب والفتن في الربوع الإسلامية ، ومن هنا كانت فارس مركزا أو منبعا لكثير من الحركات الهدامة التي هبت في وجه الإسلام .
وفي حالات كثيرة هاجر اليهود من فلسطين إلى أوربا ، وحملوا معهم بذور الدهاء للعمل في الخفاء ، ويقرر علماء الغرب أن حركات الهدم التي اجتاحت أوربا واشتعلت بها مدى قرون ثلاثة لم تكن سوى أثر للجهود السرية التي يقال إن اليهود يبذلونها منذ ظهور النصرانية والإسلام في سبيل هدمها انتقاما لدينهم [1] ، ويرى بعض المفكرين المسلمين هذا الرأي فيما يتعلق بدعوات الهدم ضد الإسلام ، ولا سيما دعوة عبد الله بن ميمون التي أسفرت عن انفجار أعظم حركات هادمة عرفها الإسلام ، فيقولون إن اليهود هم الذين نظموا مقاومة الإسلام منذ ظهوره وحشدوا الدعاة لإفساد تعاليمه ، وإن ميمون بن ديصان وولده عبد الله كانا يعملان على بث مبادئهما السرية في الالحاد والهدم بتحريض وتعضيد من الدعاة اليهود [2] .
ومما يذكره التاريخ من محاولات الإثارة والهدم ما قام به اليهود في المدينة إذا عمدوا إلى محاولة إحياء الأحقاد والضغائن الكامنة في نفوس الأوس والخزرج وقد ظهرت لهم بوادر النجاح لولا أن تداركت عين الله مجتمع المسلمين ، فتدخل الرسول وأعاد القوم رشدهم ونزل قوله تعالى :



[1] المرجع السابق ص 71 .
[2] أنظر الكامل في التاريخ لابن الأثير ج 2 ص 9 .

310

نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست