نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 255
المقدس ، هي أن اليهود ذهبوا إلى بابل همجا ، وعادوا منها ممدنين ، خرجوا جمهورا مختلطا منقسما على نفسه ، لا يربطه وعدي ذاتي وطني ، وعادوا بروج قومية شديدة ، وجنوح إلى الاعتزال ، ذهبوا وليس لهم أدب مشترك معروف بينهم كافة ، وليس هناك ما يدل على تعودهم تلاوة أي كتاب ، وعادوا إلى وطنهم ومعهم شطر أكبر من مادة ( العهد القديم ) ، وواضح أن اليهود بعد أن تخلصوا من ملوكهم القتلة المتنازعين ، وبعدوا عن السياسة ، وعاشوا في ذلك الجو الباعث على النشاط الذهني في العالم البابلي ، فإن العقل اليهودي ما لبث في أثناء مدة الأسر أن خطا إلى الأمام خطوة عظيمة [1] . ذلك موجز القول عن ظروف تدوين الأسفار ، أما كتابها فكثيرون ، ويبرز من بين الكتاب اسم الكاهن عزرا ، مرتبطا بتدوين التوراة ، ويذكر Hosmer أن عزرا هو الذي - في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد - قاد جماعة من اليهود إلى فلسطين حيث استعاد بها الحياة اليهودية ، وهو الذي أبرز أجزاء كثيرة مما سمي فيما بعد بالعهد القديم ، وقد أكمل الكهنة الذين جاءوا بعد عزرا ما بدأه هذا الكاهن ، وفي عهد المكابيين كانت أجزاء العهد القديم قد وجدت تقريبا ، ولكنها لم تكن وضعت في نظامها المعروف الآن ، كما أنها لم تكن في مستوى واحد من حيث الاجلال والتقدير [2] . ويروي العلامة رحمه الله الهندي ، أقوال بعض المؤرخين الغربيين التي تقرر أن توراة موسى ضاعت ، فأوجدها عزرا مرة أخرى بإلهام [3] . ويبدو أنه بسبب دعوى الالهام هذه ، وبسبب جهود عزرا في إعادة بناء الهيكل ، سمى اليهود عزرا ( ابن الله ) .
[1] Outline of History p 290 [2] 76 - The jews pp 75 [3] أنظر هذه الأقوال في إظهار الحق ص 328 - 329 .
255
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 255