نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 251
ولا يقبل الباحثون ادعاء حلقيا ، إذ لا يعقل أن توجد نسخة التوراة في بيت المقدس ولا يراها أحد قبل يوشيا ولا خلال السبعة عشر عاما الأولى من حكمه ، ويرى الباحثون أن حلقيا انتهز فرصة ميل يوشيا إلى العودة لدين الله والعمل بالتوراة ، فكتب خلال هذه الأعوام السبعة عشر ما أسماه أسفار التوراة ، وليس ذلك في الحقيقة إلا من مخترعاته ومما سمعه من أفواه الناس . بقي أن نذكر أن الباحث العلامة ول ديورانت يقرر أنه لم يبق لدينا من شريعة موسى سوى الوصايا العشر [1] . كتاب العهد القديم : تنسب أسفار العهد القديم إلى هذه الأسماء التي ذكرناها مع كل سفر ، ولكن الحقيقة أن هذه النسبة غير صحيحة ، وأن هؤلاء الذين نسبت لهم الأسفار أو أكثرهم لم يكتبوها ، أولم يكتبوا حرفا منها ، وقد سبق أن أشرنا إلى هذا عند حديثنا عن بعض الأسفار ، وأينا أن بعض من نسبت إليهم الأسفار ليس لهم وجود في التاريخ ، وإنما وضعت قصصهم وضعا لهدف معين ، وبعض الأسفار ليست في الحقيقة إلا أساطير وأغنيات شعبية لصقها الكتاب ببعض الأنبياء أو المتنبئين من اليهود . وحقيقة القول أن اليهود بعد أن انحرفت اعتقاداتهم وطباعهم تخلصوا من أسفار موسى الحقيقية لأنها كانت تختلف عما باشروا من طباع وخلق ، وكتبوا سواها مما يتناسب مع ما يريدون من تاريخ ومن عقيدة . ما الدليل على أن هذه الأسفار نسبت إلى غير مؤلفيها ؟ في الإجابة على هذا السؤال نورد بعض نماذج تؤيد هذه الحقيقة دون شك ، فعن أسفار موسى الحالية نقرر أنه لا يوجد من قريب أو من بعيد ما يفيد أن موسى هو الذي جاء بها ، أو أنزلت عليه ، بل على العكس من ذلك يوجد