نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 210
ونتج من طبيعة الاختيار عقيدة أخرى عند اليهود ، هي عقيدة المسيح المنتظر ، فإن اليهود وجدوا أنفسهم لا خيرة البشر كما زعموا ، ولا صفوة الخلق كما أملوا ، بل لم يجدوا أنفسهم في نفس المكانة التي ينعم بها الآخرون ، وإنما كانوا هدفا للبلايا والنكبات ، ومن هنا اتجه مفكروهم في عصورهم المتأخرة إلى مخلص ومنقذ ينتشلهم من هذه الوهدة ، ويضعهم في المكانة التي أرادوها ، وأطلقوا على هذا المخلص ( المسيح المنتظر ) ووصفوه بأنه رسول السماء ، والقائد الذي سينال الشعب المختار بهديه وإرشاده ما يستحقه من سيادة وسؤدد [1] . ويتضح من الوصف الذي أورده Guignebert أن المسيح المنتظر ليس انسانا عاديا بل هو إنسان سماوي ( Heavenly Person ) وكائن معجز خلقه الله قبل الدهور ، ويبقى في السماء حتى تحين ساعة إرساله ، وعندما يرسله الله يمنحه قوته ، وهو يحمل لقب ( ابن الإنسان ) أي إنه سيظهر في صورة الإنسان [2] وإن كانت طبيعته تجمع بين الله وبين الإنسان [3] . ونعلق على هذا الوصف بأن نقول إن المسيحيين اقتبسوه كله وأسندوه إلى عيسى بن مريم [4] . وكلمة المسيح معناه الممسوح ( بزيت البركة ) لأنهم كانوا يمسحون به الملوك والأنبياء والكهنة والبطارقة ، وكانوا في مبدأ الأمر يرون المسيح ملكا فاتحا مظفرا من نسل داود ، يسمونه ابن الله ، ويعتقدون أنه سيجئ ليعيد مجد إسرائيل ، ويجمع أشتات اليهود بفلسطين ، ويجعل أحكام التوراة نافذة المفعول ، ولكنهم أحيانا أطلقوا كلمة المسيح على من يعاقب
[1] The jews p 85 : Jemes Hosmer . [2] The Jewish World in the Time of Jesus p 140 [3] Lbid p 141 . [4] اقرأ كتاب المسيحية للمؤلف .
210
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 210