نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 131
ولما أقبل الملك عليها ورأى ما بها من لوعة وأسى ، حاول أن يخفف من حزنها ويؤنس وحشتها ، ويزيل اكتئابها ، فجفلت ، وأحس الملك اضطرابا في نفسه ووجيبا في قلبه فابتعد عنها حتى تمالك قواه ، ثم أراد أن يعيد الكرة فعاد اضطرابه وخوفه ، فتركها وآوى إلى فراشه واستسلم للنوم ، ورأى في نومه رؤيا استبان بها الحق ، وعرف أن لها زوجا ، وأحس بلزوم أن يعيدها له دون أن يمسها بسوء . فلما أفاق من نومه أطلق سراحها ووهبها ( هاجر ) خادمة لها ، كما وهبها بعض المال والماشية . فهل ترى محنة أشد وفتنة أعظم من ذلك ؟ رجل غريب يفد إلى بلد سعيا وراء الرزق فتسلب منه زوجه : ويفرق بينه وبين أهله ، ولكن الذي نجى إبراهيم من حر النار وسعيرها حفظه من وسمة العار ونجاه من العدوان . ذلك هو الفكر الإسلامي تجاه هذه القصة ، فماذا يقول عنها اليهود ؟ إن الإجابة عن هذا السؤال سترد في الباب الثالث من هذا الكتاب . ابنا إبراهيم ، وقد رزق بهما بعد أن بلغ من الكبر عتيا ، فقد كانت سارة عقيما لا تلد ، وكان يحزنها أن ترى بعلها الوفي يتطلع إلى النسل وقد أصبحت هي بأمتها ( هاجر ) التي قدمها لها حاكم مصر ، وتمنت سارة أن تنجب ( هاجر ) طفلا تقر به عين أبيه ونشرح له نفس سارة ، فانصاع إبراهيم لرأيها ودخل بهاجر . أنجبت هاجر غلاما زكيا هو إسماعيل ، فانتعشت له نفس إبراهيم ، ولعل سارة قد شاركت إبراهيم في سروره حينا ، وشايعته زمنا في بهجته ، ولكن الغيرة لم تلبث أن دبت إلى قلبها ، وعقدت عليها الكآبة سحابة مطبقة ، فأصبحت لا تطيق النظر إلى الغلام . ولا تحتمل رؤية هاجر ، وطلبت من إبراهيم أن يبعد
131
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 131