نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 130
ومن المسائل الشائكة التي تتصل بإبراهيم وتختلف فيها وجهة النظر الإسلامية مع وجهة النظر الإسرائيلية مسألة موقف إبراهيم من سارة زوجته عندما وفد بها إلى مصر ، وأحس بأنها ستكون مطمعا للحكام والسادة ، وسنورد الآن وجهة النظر الإسلامية عن هذه المسألة كما ذكرها رجال من أدق الباحثين المسلمين [1] : رحل إبراهيم إلى مصر عندما ضاقت به سيل العيش في الشام ، وكانت تصحبه زوجته سارة ، وكان المسيطر على أمور مصر آنذاك ملكا من العماليق الهكسوس ، وكانت سارة ذات جمال باهر ، فوشى بها أحد بطانة السوء إلى الملك وأغراه بجمالها ، وزين له حسنها ، وحبب إليه الاستحواذ عليها ، فصادفت هذه المقالة رغبة في نفسه ، فدعا إبراهيم إليه ، وسأله عما يربطهما من سبب ، وما يصل بينهما من قرابة ، ففطن إبراهيم إلى مأربه ، وعرف مقصده ، وخاف إن أخبره أنها زوجته بيت الشر له ، وعمل على الايقاع به لتخلص له من دونه ، وليستأثر بها من بعده ، فقال إبراهيم له : هي أختي ( يقصد أختي في الدين واللغة والإنسانية ) . فهم الملك أنها ليست بذات بعل ، فأمر أن يذهبوا بها إلى قصره ، ويسوقوها إلى مخدعه ، ورجع إبراهيم إلى زوجته ، فأخبرها بقصته ، وطلب إليها أن تكون مصدقة لقوله ، مؤكدة لخبره ، ثم أسلمها لعين الله ترعاها وتحفطها . أدخلت سارة إلى قصر الملك ، وزينت بفاخر الثياب وثمين الحلي ، ولكنها لم تعبأ بهذا الزخرف البراق ، ولا بذاك البذخ الخلاب ، ولم تعن بما أحيطت به من نعمة ، وما رأت من سعة السلطان وبسطة العيش ، ولم ينسها كل ذلك الوفاء لزوجها والاستمساك بدينها ، وجلست مكتبة حزينة ، بل انتبذت مكانا قصيا .
[1] الأستاذ محمد جادل المولى وآخرون : قصص القرآن ص 49 - 51 .
130
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 130