نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 117
ويؤكد أنتوني ناتنج أن الرغبة في العودة إلى أوربا قد تحركت ، وأن هناك أفواجا قد عادت إلى أوربا بالفعل ، وهو يدلل بهذا الرأي على أن تجربة دولة بأجناس مختلفة تجربة فاشلة ، وقد سبق فشلها في التاريخ عندما غزا الصليبيون الشرق وعاشوا فيه وأقاموا دولة استمرت مائتي عام ، وانتهت بعودتهم إلى أوطانهم من جديد . وعلى هذه الأسباب السابقة يبني ( أنتوني ناتنج ) نظريته التي تتنبأ بتقلص الجنس الأوربي من ناحية ، وامتصاص الجنس العربي لما بقي في فلسطين من أجانب من ناحية أخرى في تطور تدريجي ، ويقرر ناتنج أن من الطبيعي أو من المحتم أن تستوعب فلسطين أبناءها المشردين خارجها ، وأن تلفظ الأجانب الذين لا ينماعون في الحياة الجديدة ، ثم تنشأ دولة فلسطين من حكومة عربية إقليمية مزدوجة العنصر ، يعيش فيها العرب واليهود جنبا إلى جنب [1] . اليهودية والصهيونية تحدثنا من قبل عن اليهود واليهودية ، ونريد هنا أن نبين العلاقة بين اليهودية وبين الصهيونية ، فهذه العلاقة من النقاط المهمة التي لم تتضح تماما لدى كثير من الباحثين والكتاب . والصهيونية ( Zionism ) نسبة إلى جبل صهيون الذي يقع في الجنوب من بيت المقدس ، وقد اقتحمه داود إبان ملكه ، واستولى عليه من اليبوسيين الذين كانوا يقطنونه ( وأخذ داود حصن صهيون ، . . . وأقام داود في الحصن وسماه ( مدينة داود [2] ) وأصبح صهيون مكانا مقدسا
[1] صحيفة أخبار اليوم في 3 / 4 1965 . [2] صموئيل اثاني 5 : 7 - 9 .
117
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 117