نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 101
يحتل الجسر البري الذي يربط آسيا بإفريقية ، بحيث يشكل في هذه المنطقة ، وعلى مقربة من قناة السويس ، قوة صديقة للاستعمار ، وعدوة لسكان المنطقة . وإتماما لهذه الدراسة التي ظهرت في وثيقة بنرمان نضيف مجموعة من الحقائق المهمة مستقاة من أبحاث كبار المؤرخين الغربيين الذين عنوا بشؤون الشرق الأوسط أمثال سديو وكارل بروكلمان ، وهذه الحقائق هي : أولا : إن موقع الدول العربية بالشرق الأوسط وبخاصة مصر وقناة السويس يشكل نقطة حيوية في التخطيط الاستعماري ، فعن طريق هذه المنطقة يتم اتصال إنجلترا بمستعمراتها في الهند والشرق الأقصى وباستراليا ، ويتم اتصال فرنسا بالهند الصينية . والبرتغال بجوا ، وهولندا بإندونيسيا ، ومن هنا كانت مصر تمثل باب هذه المستعمرات . ثانيا : انضمت أمريكا وكندا إلى هذا الاتجاه ، فأما أمريكا فقد دفعتها الصهيونية التي كانت ذات نفوذ كبير في البيت الأبيض ولدى السلطات الحاكمة ، فأعلنت أمريكا أن عزلتها انتحار بطئ لها ، وأنها لذلك تسند مستقبل أوربا وتؤازر مخططها وتحمل معها أعباءها ، وأما كندا فقد كانت أكثر إحساسا بمشكلات الغرب وتفاعلا بها بسبب ارتباطها الوثيق بإنجلترا . ثالثا : يقول كارل بروكلمان إن الخبراء الإنجليز أكدوا النظرية التي طالما برهن التاريخ على صوابها وهي أن التحكم في مصر لا يتم إلا من قاعدة سورية ، ومن هنا أصبحت فلسطين - وهي في الأصل جزء من سوريا - ضرورية السياسة الغربية . رابعا : إن الاستعمار أو الانتداب أو الاحتلال أو غيرها من الاصطلاحات لا تفي بالمطلوب بالنسبة لهذا الموقع بالذات ، فحركات التحرر به لا تهدأ ، عرفها الفرنسيون إبان حملة نابليون ، وعرفها الإنجليز إبان حملتهم على
101
نام کتاب : مقارنة الأديان ، اليهودية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 101