responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 98


لقد أشرنا آنفا إلى أن أفكار بولس انتشرت في الغرب بين الوثنيين واليونان أكثر من انتشارها في الشرق الذي هو مشرق النبوات السماوية التي كانت الوحدانية في قمة تعاليمها ، وقد وضح بولس نفور الشرق من تعاليمه بكلمات صريحة حيث قال في رسالته إلى تلميذه تيموثاوس ( أنت تعلم أن جميع الذين في آسيا ارتدوا عني ) [1] .
وانفض أكثر أنصار بولس عنه ، وهو يكتب بهذا إلى تلميذه تيموثاوس في نفس الرسالة السابقة فيقول : ( بادر أن تجئ إلي سريعا لأن ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر وذهب إلى تسالونيكي ، وكريسكيس إلى غلاطية وتيطس إلى دلماطية . لوقا وحده معي . إسكندر النحاس أظهر لي شرورا كثيرة ليجازه الرب حسب أعماله ، فاحتفظ منه أنت أيضا لأنه قاوم أقوالنا جدا . في احتجاجي الأول لم يحضر أحد معي بل الجميع تركوني [2] ) .
وقد ذكرنا من قبل أن برنابا هو الذي أيد بولس وقدمه للمسيحيين حينما نفر هؤلاء منه في أول عهده بادعاء المسيحية ، ولكن برنابا عاد فتخلى عن بولس بعد أن ظهرت اتجاهاته ، وفي ذلك يقول بولس : ( حتى إن برنابا أيضا انقاد إلى رياء الآخرين ) [3] .
وهكذا انفضت آسيا وانفض الحواريون والمثقفون المسيحيون من حول بولس وتركوه وحده أو مع قلة قليلة ممن لم يعرفوا من المسيحية إلا آراءه مثل مريده لوقا وقليلين من أمثاله . فماذا كان موقف بولس من هؤلاء الذين ارتدوا عنه ؟
والجواب على ذلك عجيب للغاية ، فقد كان بولس قاسيا عليهم ، حقودا ، محقرا شأنهم مغريا بهم ، وهاك رسالتيه إلى تيموثاوس ، كلتاهما هجوم وحقد وإغراء وتحقير ، ونحن نقتبس منهما ومن غيرهما من الرسائل نماذج تصور لنا موقف بولس من المسيحيين الآخرين .



[1] تيموثاوس الثانية 1 : 15 .
[2] تيموثاوس الثانية 4 : 9 - 16 .
[3] غلاطية 2 : 13 .

98

نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست