responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 92


وهكذا أخذ شاول - الذي أصبح يدعى بولس بعد دخوله المسيحية - الزمام في يده ، فهو لم ير المسيح قط ولا سمعه يتكلم ، ولكنه قال بصلة مباشرة بينه وبين المسيح ، صلة أدخلته المسيحية وسكبت في نفسه تعاليمها ، وبهذه الدعوى لم يصر لأحد حق في أن يناضله فيما ينشره من تعاليم ، ما دام يقول إن هذه التعاليم تلقاها مباشرة من السيد المسيح .
وعلى هذا لم يكن لبولس أساتذة تلقى عنهم المسيحية ، فهل كان له زملاء ؟
وهل كان له تلاميذ ؟
نعم كان له زملاء وكان له تلاميذ ، ففي وسط المحنة التي كان يمر بها المسيحيون استخف الطرب المسيحيين عندما رأوا بولس أكبر أعدائهم ينضم إليهم ، وقد تشكك بعضهم في أمره ولكن برنابا دافع عنه وأحسن تقديمه إلى هؤلاء [1] وسنرى فيما بعد كيف ولماذا انفض من حوله أترابه وتلاميذه ، ولكن كان هناك من أخلص له الود وظل حواريا له ، ذلك هو تلميذه لوقا ، ويقول عنه بولس ( إنه الطبيب الحبيب [2] ) وآمن لوقا برسالة بولس وأخلص لها ولم يعرف من المسيحية سواها ، فخدم أستاذه وأحله محلا رفيعا لا يقل عن مقام عيسى نفسه ، وكتب لوقا رسالة أعمال الرسل ، ولكنها في الحقيقة قصة حياة بولس فهي لبولس كإنجيل متي ومرقص للمسيح ، كلها وصف لأعماله وإشادة بمعجزاته ، وكتب لوقا إنجيله فأفرغ فيه أفكار أستاذه ، وهكذا تبادل بولس ولوقا المدح والمنفعة فأصبح لوقا في الصف الأول إذ أصبح من كتبة الأناجيل مع أنه هو وأستاذه لم يريا عيسى قط ، وأصبح ( الطبيب الحبيب ) ، وكافأ لوقا أستاذه على احتفائه به فأصبح خير داعية لأفكار بولس ، يقول القديس ترتليانوس أسقف قرطاجة : إن إنجيل لوقا ينسب كله إلى بولس [3] .



[1] أعمال 9 : 26 - 27 .
[2] كولوسي 4 : 14 .
[3] الأب بولس إلياس : يسوع المسيح ص 21 .

92

نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 92
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست