نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 88
اليهود بيلاطس فحكم عليه بالموت صلبا [1] ، ونكل به الجنود الرومان ثم صلب حتى مات ودفن ، وبعد ثلاثة أيام أمضاها في القبر قام في الفصح ، ومكث أربعين يوما مع تلاميذه خاصة ، ثم ارتفع إلى السماء أمامهم بعد أن أوصاهم بالجد في نشر دعوته باسم الأب والابن وروح القدس [2] . وهذا الموضوع الأخير وهو ارتفاع عيسى إلى السماء وتلاميذه يرونه ، يدعو إلى التفكير ، فالآراء المسيحية مجمعة كما سيأتي على أن عيسى تجمع فيه اللاهوت والناسوت ، وأن الجانب الذي كان يرى ويأكل ويتكلم ويمشي ويتألم هو جانب الناسوت في عيسى ، وإذا صح هذا الكلام فلماذا يصعد هذا الجانب أو هذا الجسم إلى الطبقات العليا ؟ كان من الطبيعي أن الناسوت انتهت مهمته فحق عليه الفناء بالصلب كما يفنى كل الناس ، وأن الذي يعود إلى العليين هو جانب اللاهوت في عيسى وهو جانب لا يرى وليست به صفات البشر . * * * والذي رسم للمسيح هذه الصورة هو بولس الذي سنتكلم عنه فيما بعد ، وهي صورة قلبت الفكر الذي ينسب للمسيح ، وبين أيدينا كتاب هام ألفه رائد مسيحي وقس متبحر ، ولكنه يصدق القول عندما يقول إن المسيح الذي نتكلم عنه الآن هو ( مسيح بولس ) وفيما يلي عبارة هذا المؤلف : لقد ترك لنا بولس الرسول عن المسيح رسما واضح القسمات وإن اختلف ظاهرا عن رسم مسيح الأناجيل ، فمسيح بولس هو مسيح الإيمان أكثر منه مسيح التاريخ ، ولا عجب فبولس الفيلسوف واللاهوتي لم ير