نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 82
وأصبح يعاقب بمقتضاه القسس إذا أخطئوا كما يعاقب بمقتضاه جميع المذنبين في حق الكنيسة كالمنشقين والمارقين والفساق والذين يمسون الأشياء المقدسة بدنس . وأصبحت الكنيسة تمثل الغنى والترف ، وكان غناها من إيراد الممتلكات الواسعة التي كانت تمتلكها ، ومن جمع الزكاة ، ومن الوصايا التي طالما كان يوصي بها الناس للكنيسة قبل موتهم لتضمن لهم نعيما في الحياة الآخرة ، وبالتالي أصبحت الكنيسة مركز نشاط اجتماعي وثقافي ، فأشرفت على المدارس والمستشفيات ووزعت الصدقات وسيطرت على الجامعات ودور النشر . واجتمع في يد الكنيسة جميع شؤون الأسرة كالزواج والطلاق وتقييد المواليد والوراثة والوصايا ، وأصبح للكنيسة سعاة يجمعون لها الأخبار ويبلغون عنها التعليمات ، وعد رجال الكنيسة أنفسهم ممثلين لله ، فأخذوا حق قيادة أفكار الناس وأعمالهم ، وأعلنت الكنيسة بقوة أنها تسيطر على باب الله ، وأنها منفذ الرحمة ، وبهذا أبرزت خطر الحرمان الذي هو حاجز بين المحروم وباب السماء . وجذبت هذه المكانة التي استمتع بها رجال الدين كثيرين من الناس ليدخلوا الكنائس ولينضموا إلى رجالها لينعموا بهذا النفوذ ، وقد استطاع كثير من هؤلاء أن يحققوا أملهم وأن يصيروا من رجال الكنيسة ، وتسبب عن ذلك أن أصبح هناك عدد كبير من الجهلة ورجال الأطماع وعبدة الدنيا محسوبين في عداد رجال الدين . ولما ازدادت قوة الكنيسة وأهميتها زادت طقوسها المقدسة عددا ، وتنوعت هذه الطقوس ، وامتدت لها يد الحبك والزخرفة ، وتدخلت هذه الطقوس وهذه الأسرار في كل شئ في حياة الإنسان وبعد موته ، ثم أنقصت الكنيسة الطقوس إلى سبعة أهمها :
82
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 82