responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 81


وقد استطاع رئيس الأساقفة في روما أن ينال نفوذا أكبر لعدة عوامل ، فروما كانت العاصمة وكان رئيس الأساقفة بها يطمع في نفوذ يعادل مكانة البلدة التي يشغل منصبه بها ، كما كان هناك اعتقاد أن كنيسة روما قد أسسها Peter . St بتفويض من عيسى نفسه ، ثم إن الذين تولوا هذا المنصب في العصور الأولى كانوا أقوياء ورجال سياسة مبرزين فوجهوا أنظار الناس لهم . وأخيرا كان لروما أثر واضح في الدعوة للمسيحية ، وفي سنة 445 أصدر الإمبراطور قرارا يجعل رئيس أساقفة روما رئيسا عاما للكنائس المسيحية ، ( وبعد ذلك بعدة سنوات أخذ رئيس كنيسة القسطنطينية رياسة الكنائس الشرقية ) ، وكان ذلك في عهد جريجوري العظيم ( Gregory the Great ) رئيس أساقفة روما من سنة 440 إلى سنة 461 فأصبح هذا بمقتضى القرار السابق رئيسا للكنائس المسيحية كلها ، وفي عهد هذا الرجل حدث حادث عظيم هو استيلاء هذا البابا على السلطة السياسية في روما وظل السلطان السياسي في يد البابوات اثنى عشر قرنا .
وقد تم استيلاء هذا البابا على السلطان السياسي عندما بدأت الإمبراطورية الرومانية تنشطر ، فبادرت كنيسة روما فعزلت نفسها من السلطة السياسية للإمبراطورية ، ثم استولت على الأمور السياسية بالإضافة إلى الروحانية ، وكونت الكنيسة بذلك دولة ، وكانت الكنيسة غنية قوية ، فساعدها ذلك على ادعاء أن لها الحق في أن يمتد حكمها فيشمل جميع المسيحيين في كل البقاع ، وأذاعت أن مكانتها أسمى من مكانة الملوك والأباطرة ، وأن البابا له السيادة العليا في القضاء والإدارة ، وأنه المشرع ، والمفسر النهائي للكتاب المقدس ، وأنه مالك مفتاح الرحمة وباب السماء ، وجبت الكنيسة الضرائب ، وسيطرت على القضاء ، واستعملت حق الحرمان كأكبر عقوبة تنزلها بمخالفيها ، واستصدرت قانونا جديدا عكف على إعداده عدد كبير من القسس ،

81

نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست