نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 73
والآن هيا بنا إلى أحد المفكرين الغربيين الذي يبين لنا في المسيحية اتجاها يكاد يكون عاما لهؤلاء المفكرين : يقول Berry : في رأي الكنيسة أن المسيح الإله انقلب فأصبح إنسانا وعاش مع الناس كواحد منهم ليعلمهم مثلي للعيش ، وقتل هذا الإله بمؤامرة دبرها أعداؤه ودفن ثم خرج من قبره وصعد للسماء وقد احتمل هذه الآلام لينقذ المؤمنين به من الخطيئة . . . فالذي يدرس هذه المسيحية يجدها اقتباسات من الوثنية واليهودية والحياة الشرقية والرومانية ويجد بها عناصر أجنبية كثيرة بارزة بها كاملة أو محرفة . فمن الأفكار الفلسفية الإغريقية التي اقتبستها المسيحية ( الكلمة ) وهي ترادف ( الإله ) عند الإغريق لأن الكلمات لا تفنى بالاستعمال كما لا يفنى الإله . . . ومن اليهودية اقتبست المسيحية فكرة الأبوة بين الله والناس أي فكرة أبوة الإله للخلق ، وفكرة الإخوة بين الناس ، كما اقتبست المثالية التي تكلمت عنها اليهودية ( وإن لم يتبعها اليهود ) وهي الحب والرحمة والعدالة ، ومن الحياة الشرقية اقتبست المسيحية الفنون والرسوم التي ازدانت بها الكنائس ، كما اقتبست استعمال الفسيفساء والصور والبخور والأنغام ، أما الحياة الرومانية فقد اقتبست الكنيسة منها النظم التي اتبعتها لتوزيع السلطان . وسيأتي مزيد من التفاصيل عن هذه الاقتباسات . وليس من المقطوع به أن عيسى شخص تاريخي ، بل إن ذلك مجرد احتمال . ولم يبدأ التاريخ الميلادي من ميلاد المسيح كما يظن ، بل إنه ولد في عهد أوغسطوس أي في العام الرابع قبل التاريخ الميلادي في بلدة الناصرة بفلسطين ، وأمضى الثلاثين السنة الأولى من حياته في حانوت التجارة الذي كان يملكه أبوه يوسف النجار ، ويؤيد علم الآثار القديمة بعض التأييد الرأي القائل بأنه
( 1 ) أمضى وقتا طويلا في الطواف بالشرق وبأوربا حتى وصل بريطانيا .
73
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 73