responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 72


والدنيا لا تختلف عند المسلمين عالمهم وجاهلهم ، أما المسيحية فيمكن القول إن هناك نوعين منها ، يتبع المفكرون نوعا ، وتتبع الكنيسة وعامة الناس نوعا آخر بعيدا جدا عن النوع الأول .
وهناك حقيقة أخرى تترتب على تلك التي سبق إيرادها ، وهي أن المسلم يزيد حبه للإسلام وتقديره له كلما زاد تعمقا في دراسته وتفكيرا في مبادئه وفلسفته وحضارته وآدابه ، أما المسيحي فعلى العكس من ذلك لأنه كلما زاد تعمقا في دراسة المسيحية ظهر له ما بها من تعقيد واستحالة ، فيبعد عن مسيحية الكنيسة ويتخذ له مسيحية أخرى ، أو ربما بعد عن المسيحية كلها واعتنق دينا آخر ، أو لجأ إلى اللادينية وإن بقي اسميا في عداد المسيحيين ، ويذكر الأستاذ العقاد بعض هؤلاء المفكرين في كتابه ( عقائد المفكرين في القرن العشرين [1] ) فيقول :
إن الأوربيين الذين خرجوا على سلطان الكنيسة الرومانية ، ظهر منهم أناس يؤمنون بالله ، ولا يؤمنون بالكتب ، ولا بالشعائر الكنسية ، وتسمت منهم طائفة بالربانيين ( Diests ) من كلمة ديوس بمعنى الرب أو الإله ، وسموا دينهم بدين الطبيعة تمييزا له من دين الكنيسة ، واشتهر من هؤلاء في البلاد الإنجليزية لورد هربرت شربري Cherbury المتوفى قبيل منتصف القرن السابع عشر ، فدعا إلى دين طبيعي يقوم على أركان خمسة : هي الإيمان بالله والعباد والفضيلة والتوبة واليوم الآخر ، ثم تلاه انتوني كولنس Collins الذي يعتبره الكثيرون أستاذا لفولتير وبنيامين فرنكلين في حرية الفكر ، ويحسبون كتابه ( محاضرة في الحرية الفكرية ) Discourse on Freethinking إنجيل هذه النحلة ، ثم تلاه تندال Tindal فألف كتابه الذي جعل عنوانه ( المسيحية قديمة كقدم الخليقة ) ليثبت به أن الإيمان سابق للكنائس والمذاهب .



[1] ص 63 .

72

نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست