نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 69
المسيح والمسيحية عند اليهود انتهينا من الكلام عن المسيح والمسيحية عند المسلمين ، فلنتكلم الآن كلمة عن المسيح والمسيحية عند اليهود : وينبغي أن يكون حديثنا هنا ، لا عن المسيح والمسيحية ، ولكن عن عيسى بن مريم وعن الدين الذي جاء به ، أما الكلام عن مسيح اليهود فسيأتي فيما بعد . والحديث عن عيسى بن مريم عند اليهود موجز للغاية ، فإنه لا يوجد في تاريخ اليهود الديني ولا في كتبهم أي ذكر لعيسى بن مريم ، ولا لدعوته ، ولا لأحداث القبض عليه وصلبه ، فالذي يقرأ كتب اليهود لا يجد لعيسى ذكرا ، وهذا هو الذي حدا ببعض الغربيين إلى اعتبار عيسى شخصية خرافية فرضية ليست حقيقة واقعة . وإذا تكلم اليهود عن عيسى وقتله ، فليس لأنه مثبت في تواريخهم المأثورة عن آبائهم ومشايخهم ، ولكن لأنهم يسمعون ما يقوله المسيحيون عن المسيح فيروون عنهم أحيانا ، وإلا فكتبهم خالية من ذلك . لماذا أهمل اليهود شأن عيسى وذكره في كتبهم ؟ الجواب هو أن عيسى عندهم - إن صح وجوده - رجل عادي كفر بدعوتهم فقتلوه ، وهم لا يجمعون في كتبهم أخبار كل فرد من الدولة ، فهذا رجل انشق فعاقبوه بالقتل ، ولا يستحق بعد ذلك أي ذكر . ويقول الدكتور إسرائيل ولفنسون إن مسألة قتل المسيح كانت موجودة في التلمود ولكن اليهود أخرجوها حتى لا يعثر عليها أحد من الأمم المسيحية التي كان يقيم بها اليهود [1] .