نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 34
ولست أدري كيف يتشكك الحواريون في رسالة عيسى مع براهينه الماضية وهم الذين اتبعوه من دون بني إسرائيل ؟ وإذا كان هذا شأن الحواريين فكيف يكون شأن العامة ؟ ثم لماذا كانت المائدة هي الوسيلة الوحيدة ليصدقوا مع أنها ليست أقوى من إحياء الموتى ولا إبراء الأكمه والأبرص ؟ وقبل أن نترك معجزات المسيح نقرر أن المسلمين مع إقرارهم بهذه المعجزات لا يؤيدون ما تذكره الأناجيل عن استعمال هذه المعجزات في الحياة العملية ، فالذي يقرأ هذه الأناجيل يلاحظ ملاحظتين هامتين : 1 - تذكر هذه الأناجيل عددا ضخما أحياهم المسيح بعد الموت ، أو شفاهم من البرص ، أو جعلهم يبصرون بعد العمى ، وطبيعة المعجزة غير ذلك ، إنها دليل لإثبات النبوة ، ومعنى ذلك أنها تستعمل بضع مرات لتحدي البشر حتى يصدقوا ، ولكن الذي تذكره هذه الأناجيل غير هذا ، إنه أشبه بالتمثيل ، يميت الله ويحيي عيسى من أماته الله دائما ، ويقضي الله بالعمى فيهب عيسى الإبصار لكل العميان . 2 - من أين هذا العدد الكبير من المرضى والموتى والعميان الذين ذكرت الأناجيل أن معجزات المسيح مستهم ؟ حتى ليوشك أن يفوق هذا العدد سكان فلسطين جميعا في ذلك الوقت ، وكأن كل السكان مسهم البرص أو العمى . اتجاه معجزات عيسى : لماذا اتجهت معجزات المسيح اتجاها طبيا في الغالب ؟ أكثر معجزات الرسل تأتي من نوع ما اشتهر من الفكر في عهد كل منهم ، وتكون في مستوى أعلى مما يستطيعه الناس ، فالسحر كان معجزة موسى ، والبلاغة كانت من معجزات محمد ، لانتشار السحر في عهد موسى ،
34
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 34