responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 31


أن تسكت وتدع الرد للطفل الصغير ففي كلامه الرائع معجزة وأية معجزة ، ( فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا [1] .
فلما تجمع القوم وسألوها عن فعلتها أمسكت عن الكلام وأشارت إليهم ليكلموا الصبي ( قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا ؟ قال : إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا ، وجعلني مباركا أينما كنت ، وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ، وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا ، والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ) [3] . وصدق قليلون ، ورآه الباقون سحرا ، وظلت أغلبية بني إسرائيل الساحقة في طغيانهم يعمهون ، فكانوا يسمونه ابن البغية . وكانوا يقولون على مريم بهتانا عظيما ( 3 ) .
هل هناك حكمة في أن عيسى ولد من غير أب ؟
يرى الأستاذ أبو زهرة أن ذلك كان لحكمة رائعة ، فاليهود كانوا قوما ماديين ربطوا الأسباب بمسبباتها ، وسادت عندهم الفلسفة التي تقول إن خلق الكون كان من مصدره الأول كالعلة من معلولها ، فأراد الله سبحانه أن يوضح لهم أن قدرته هي التي ربطت الأسباب بمسبباتها ، وأنها تستطيع أن تتجاوز هذا القانون فيوجد المسبب دون أن يوجد السبب ، فخلق الله عيسى من غير أب لهذا . . ومن مادية اليهود أيضا إنكارهم الروح واعتقادهم أن الإنسان مادة خلقت من مادة فأراد الله أن يخلق إنسانا دون أن تكون المادة أساسا له ( 4 ) .



[1] سورة مريم الآية 26 . ( 2 ) تفسير السورة الآيات 29 - 33 .
[3] مما يرتبط بعيسى في هذه المرحلة ما رواه متي من أن مريم خرجت بعيسى ومعها يوسف النجار إلى مصر هربا من ملك اليهود ، وسنذكر ذلك عند الكلام عن ( المسيح في نظر المسيحيين ) . ( 4 ) محاضرات في النصرانية ص 15 .

31

نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست