responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 224


عيسى بقوله أنه جاء ليتم التوراة لا ليبدأ دينا جديدا ( لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ، ما جئت لأنقض بل لأكمل [1] ) .
وهنا نجئ إلى السؤال الثاني وهو إلى أين انتهت هذه الديانة . ؟ فتقابلنا في الإجابة عنه حقيقة عجيبة هي أن الإنجيل أصبح منذ زمن طويل جسما لا روح فيه ، وأن المسيحيين وفي مقدمتهم رجال الكنيسة أنفسهم كانوا أول من أهمل تعاليمه . فقد عاد القسس إلى ما كان عليه الكهنة اليهود من وضع أنفسهم بين الله وبين الناس ، فالتعميد والزواج والموت لا بد فيها من حضور ممثل الكنيسة [2] .
ويقول عبد الأحد داود إنه من تعاليم الكنيسة أنه مهما تكن أعمال المرء سليمة وتبدو مقبولة ، ومهما يكن الإيمان والصلاح مسلما بهما عند الناس ، فكل المزايا والفضائل ستبقى بدون ثمرة ما لم تتدخل قدسية القسيس بين المرء وربه ، وما لم تبارك يد القسيس هذه الأعمال [3] . أما الحب والتسامح فقد حل محلهما البغض والانتقام بل الغيظ والعدوان ، وحسبنا ما ذكرناه من قبل عن اضطهاد المسيحيين بعضهم لبعض واضطهادهم لسواهم من غير المسيحيين ، ومعنى ذلك أن أثر التعاليم المسيحية كان محدودا في نفوس المسيحيين أو كان معدوما .
وكان التفكير الإسلامي في مسألتي الحب والتسامح عمليا ، فقد أوصى الإسلام تابعيه بالحب والتسامح وتكررت في القرآن آيات الحب وآيات التسامح [4] ، ولكن الإسلام لم يكتف بذلك بل فرض العدالة ، ووضع النظم ، فإذا عجز البشر عن اتباع الحب كان عليهم أن يخضعوا للنظم والقوانين العادلة التي فرضها الإسلام ، ولكن المسيحية تركتهم للحب



[1] متي 5 : 17 .
[2] . 241 - 147 . Pengadjaran Geredja Katolik H
[3] الإنجيل والصليب ص 126 .
[4] اقرأ المجتمع الإسلامي ص - 89 .

224

نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست