responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 222


الوحي الذي نزل من الله إلى المسيح ، ومن ثم ليس هناك أدنى حرج في نقدها وإخضاعها لمقياس الفكر حتى عند المحافظين الذين يرون أن الواجب أن نخضع للأديان السماوية دون أن نقيسها بمقياس العقل .
وهناك سبب آخر هام يبيح لنا نقد المسيحية ، ذلك أن المسيحية جاءت لبني إسرائيل لتصحح أوضاع شاذة عندهم ، فقد تكالب اليهود مثلا على المال وحاولوا جمعه بمختلف الطرق ، فجاءت المسيحية تدعو للزهد لتكسر حدة هذا الجشع . وكان التحدي والانتقام طابع العلاقة بين طوائف اليهود ( الكهنة والفريسيين والآسيين والنذريين وغيرهم [1] ) . فجاءت المسيحية تقول بالتسامح .
ولو بقيت المسيحية على وضعها هذا أي لو بقيت دينا لبني إسرائيل يدعوهم للزهد ليكسر حدة جشعهم ، ويدعوهم للتسامح ليسكر حدة التحدي عندهم لكان ذلك جميلا - لأنها ديانة جاءت في ظروف خاصة ولجماعة خاصة فتلونت بلون خاص ، ولكن بولس نقلها إلى العالمية وبقيت في أناجيلها تعاليم الزهد والتسامح فلم يستقم أمرها واضطربت وتعثرت ، فلم يكن من الممكن أن تعيش هذه التعاليم ، ولم يكن من الممكن أن يعيش الزهد ومحاربة المال في الأحوال الاقتصادية العادية ، ولا كان من الممكن أن يظل العالم يقدم الخد الأيسر للمعتدي ليصفعه كما صفع الأيمن ، ومن أجل هذا انفض أتباع المسيحية عنها وإن بقي الكثيرون منهم يحملون اسمها .
وفي ضوء هذا التقديم نبدأ بنقد المسيحية نقدا علميا هادئا ، وقد سبق لنا أن نقدناها خطوة خطوة فقد كان من الضروري عندما تكلمنا عن ألوهية المسيح أو الكتاب المقدس مثلا أن تستمر فنبدي الرأي في هذا القول ، ولكنا هنا نريد أن ننقد المسيحية جملة ، وهو ما نأخذ في إيراده فنسأل السؤالين التاليين :



[1] المسيح للمرحوم الدكتور عبد العزيز عبد المجيد ، ضمن كتاب هداة الإنسانية في الشرق ، ص 133 وما بعدها .

222

نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي    جلد : 1  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست