نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 221
المسيحية في ضوء النقد العلمي هل يجوز لي أن أنقد رسالة المسيح وأنا أو من به وبرسالته ؟ صحيح أن الأديان تعرضت لنقد شنه الفلاسفة والمفكرون الأحرار ( Free Thinkers ) الذين لا يتبعون دينا معينا ، ويعطون أنفسهم الحرية الكاملة في نقد أي دين كما ينقدون أية فكرة وأي اتجاه ، ولكن هل يستطيع أتباع الأديان أن يفعلوا ما فعله المفكرون الأحرار ؟ لقد حدث في الإسلام حدث ذو بال فيما يتعلق بالتفكير الحر ، ذلك أن المسلمين قبلوا تحدي هؤلاء المفكرين الأحرار ، وراح المسلمون يناقشون معهم قواعد الإسلام في ضوء النقد العلمي والتفكير الحر ، وراح هؤلاء المسلمون وبخاصة طائفة المعتزلة يشرحون للناس اتفاق الدين الإسلامي مع العقل ، كما ذهبوا يستخدمون العقل والبراهين المنطقية في الدفاع عن الإسلام وشرح أسسه واتجاهاته ، وكان علماء الإسلام أول المتدينين الذين أجازوا أن يتدخل العقل في فهم الأديان وأهدافها ، وانتهت طائفة المعتزلة ، ولكن اتجاهها هذا ظل حيا قويا ، ولا شك أن اتجاه المعتزلة وغيرهم من المفكرين المسلمين كان صدى للتفكير الإسلامي نفسه ، فالقرآن الكريم مملوء بالآيات التي تحث على استعمال العقل وتدبر الأمور . وفي ضوء هذا الاتجاه ننقد المسيحية نقدا علميا هادئا قوامه الإنصاف والبحث عن الحق ولا شئ غير ذلك . على أننا في الحقيقة نستطيع أن ننقد المسيحية دون هذا التردد والحذر ، فقد اتضح لنا من الدراسة السابقة أن المسيحية التي تعلمها الكنيسة ، أي مسيحية اليوم ، مسيحية الأناجيل المعترف بها من الكنيسة ، هذه المسيحية لا تمثل المسيحية الحقيقية بحال ، إن هذه الديانة هي من وضع بولس وليست
221
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 221