نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 211
وأما التقشف والفقر وتعذيب الأبدان بالجوع والعطش وخشن اللباس ، فقد أعاده المسيحيون إلى الاقتداء بالسيد المسيح في زهده واحتماله الآلام ، وبما جاء في أعمال الرسل : إنه بمضايقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله . وأما الطاعة التامة التي يدين بها الرهبان لرؤسائهم فيرجعونها إلى قول المسيح : مع كونه ابنا تعلم الطاعة [1] . والباحث في مقارنة الأديان يجد أن المسيحيين في تصرفاتهم هذه اتبعوا المنهاج الهندي دون تحريف ، فالترهب والتبتل وتعذيب الجسم . . . هي سياسة الهندوسية والبوذية التي وصفناها بوضوح في كتابنا ( أديان الهند الكبرى ) . وليس الالتحاق بالرهبنة شيئا يسيرا ، فطالب الالتحاق يختبر ويمر بتجارب حتى يعترف الرهبان بأنه مستحق ، وحينئذ يرقد على ظهره أمام الهيكل ويصلي الرهبان عليه صلاة خاصة ، مضمونها أن هذا الرجل قد ترك العالم كأنه مات ، ولم يحسب ضمن أبناء هذا العالم أي ضمن العلمانيين . ويرى الباحثون الأقباط أن نظام الرهبان نشأ في مصر أول ما نشأ ، ثم نقله الرهبان الأقباط إلى إيطاليا وفرنسا وغيرهما من الدول [2] .
[1] أنظر تاريخ الأقباط للأستاذ زكي شنودة ص 178 - 192 ، ويسوع المسيح للأب بولس إلياس ص 267 - 281 . والدعوى الرهبانية في الكنيسة للأب موجته ص 34 . [2] تاريخ الأقباط ص 214 .
211
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 211