نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 179
على أن الكاثوليك استغنوا عن المجامع واستغنوا عن الكتب المقدسة عندما أثبتوا عصمة البابا ، فانتقلت كل السلطة في إصدار القرارات وتعيين المعتقدات والأحكام ( إلى حبر رومية الأعظم الجالس على كرسي الخلافة البطرسية ، وأصبح له الحكم فيما يعود إلى الأحكام والأخلاق العيسوية ، وأصبح حكمه قطعيا تجب طاعته لأنه قد وهب من الله تعالى صفة العصمة ) [1] . ونعود مرة أخرى إلى ما أثبتناه آنفا من أن المسيحيين منذ عهدهم الأول كانوا يعتقدون الشئ الذي لا يوجد في الأناجيل ، ثم يوعزون لأحدهم ليكتب إنجيلا يثبت فيه ما اعتقدوه ، وقد أوضح الكتاب المسيحيون أنفسهم ظروف كتابة إنجيل يوحنا : قال جرجس زوين اللبناني فيما ترجمه ( إن شير بنطوس وأبيسون وجماعتهما لما كانوا يعلمون المسيحية ، كانوا يرون أن المسيح ليس إلا إنسانا ، وأنه لم يكن قبل أمه مريم ، فلذلك في سنة 96 اجتمع عموم أساقفة آسيا وغيرهم عند يوحنا والتمسوا منه أن يكتب عن المسيح ، وينادي بإنجيل مما لم يكتبه الإنجيليون الآخرون وأن يكتب بنوع خصوصي لاهوت المسيح ) . وقال يوسف الدبسي الخوري في مقدمة تفسيره ( من تحفة الجيل ) إن يوحنا صنف إنجيله في آخر حياته بطلب من أساقفة آسيا ، والسبب أنه كانت هناك طوائف تنكر لاهوت المسيح فطلبوا منه إثباته وذكر ما أهمله متي ومرقص ولوقا في أناجيلهم ) . وقال أكليمنضوس الإسكندري المسيحي صاحب المؤلفات الكثيرة في حقيقة الدين المسيحي ما يلي عن إنجيل يوحنا : إن يوحنا كتب إنجيله