نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 178
عليها ، وكانت الهيئة التي اختارت العهد الجديد هي تلك الهيئة التي قالت بألوهية المسيح [1] . وكان اختيار كتب العهد الجديد على أساس رفض الكتب المسيحية المشتملة على تعاليم غير موافقة لعقيدة نيقية وإحراقها كلها [2] . ويبرز هذا الكاتب نقطة أخرى مهمة هي أن كاتبي الرسائل لم يكونوا على علم بهذه الأناجيل الأربعة ، مع أنه لو صح نسبة الأناجيل إلى أصحابها لكانت أسبق من الرسائل ، ويؤكد هذا الكاتب ( أن الأناجيل الأربعة لم تكن موجودة في زمن الحواريين الخمسة أو الستة الذين كتبوا تلك الرسائل لأن الرسائل لا تبحث عن محتويات هذه الأناجيل قطعا ولا تشير إليها ) [3] . وهناك موضوع آخر يتصل بالعهد الجديد وصلاحيته مصدرا للدين المسيحي ، فقد أثبتنا آنفا أن الأناجيل اختيرت لتلائم المعتقدات التي وضعها بولس ، ومن ثم كانت الأغلبية الساحقة من ( العهد الجديد ) من وضع بولس ومريديه كما أسلفنا القول عند الكلام عن بولس ، ومع هذا فإنه بمرور الزمن ظهر للمسيحيين أن هذه الأناجيل لا تفي بما أرادوا أن يضيفوه للمسيحية من معتقدات كغفران السيئات وعصمة البابا وغير ذلك ، ومن ثم اقترحوا المجامع يثبتون بها ما يشاءون من الأصول ، وإذا كانت المجامع قد أخذت الحق في تقرير ألوهية المسيح فلا ضير عندهم أن تأخذ الحق فيما دون ذلك من مسائل ، فليس هناك موضوع يرقى إلى مستوى هذا الموضوع الخطير ، وعلى هذا فالمصدر الحقيقي للمسيحية هو المجامع ، هو البشر .
[1] الإنجيل والصليب ص 14 . [2] المرجع السابق ص 21 . [3] المرجع السابق ص 15 وقد اقتبسنا آنفا من الأب بولس إلياس ما يقطع بأن رسائل بولس كتبت قبل الأناجيل .
178
نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 178