نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 142
( ب ) الله لا يخلص أحدا من هؤلاء المذنبين من النار الأبدية المستحقة عليهم ، بدون شفيع . ( ج ) والشفيع لا بد أن يكون إلها تاما وبشرا تاما . ويدخل هذا الكاتب في نقاش طويل مع المسيحيين بسبب هذه الأوامر ، فهم يرون أن الشفيع لا بد أن يكون مطهرا من خطيئة آدم ، ويرون أنه لذلك ولد عيسى من غير أب لينجو من انحدار الخطيئة إليه من أبيه ، ويسألهم الكاتب : ألم يأخذ عيسى نصيبا من الخطيئة عن طريق أمه مريم ؟ . ويجيب هؤلاء بأن الله طهر مريم من الخطيئة قبل أن يدخل الله الابن رحمها . ويعود الكاتب فيسأل : إذا كان الله يستطيع هكذا في سهولة ويسر أن يطهر بعض خلقه ، فلماذا لم يطهر خلقه من الخطيئة كذلك بمثل هذه السهولة وذلك اليسر ؟ بدون إنزال ابنه وبدون تمثيلية الولادة والصلب [1] ؟ ونضيف إلى نقاش عبد الأحد داود أن قولهم بضرورة أن يكون الشفيع مطهرا من خطيئة آدم ، مما استلزم أن يولد عيسى من غير أب ، وأن يطهر الله مريم قبل دخول عيسى رحمها ، هذا القول يحتاج إلى طريق طويل معقد ، وكان أيسر منه أن ينزل ابن الله مباشرة في مظهر الإنسان دون أن يمر بدخول الرحم والولادة ، ونضيف كذلك أن اتجاه المسيحيين هذا يتعارض مع اتجاه مسيحي آخر سبق أن أشرنا إليه ، وهو أن ابن الله دخل رحم مريم ليأخذ مظهر الإنسان وليحتمل في الظاهر بعض خطيئة آدم الذي يبدو ابن الله كأنه ولد من أولاده ، ثم يصلب ابن الله تكفيرا عن خطيئة البشر الذي أصبح كواحد منهم . ويبقى في هذا الموضوع أن نسأل سؤالا أخيرا هو : هل كان الأنبياء جميعا مدنسين خطاة بسبب خطيئة أبيهم آدم ؟ وهل كان الله غاضبا عليهم أيضا ؟ وكيف اختارهم مع ذلك لهداية البشر ؟