نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 140
مما لا ريب فيه أن المسيح كان باستطاعته أن يفتدي البشر ويصالحهم مع أبيه بكلمة واحدة ، أو بفعل سجود بسيط يؤديه باسم البشرية جمعاء لأبيه السماوي ، لكنه أبى إلا أن يتألم ، ليس لأنه مريض يتعشق الألم ، ولا لأن أباه ظالم يطرب لمرأى الدماء ، وأية دماء ، دماء ابنه الوحيد ، وما كان الله بسفاح ظلوم ، لكن الله الابن شاء مع الله الأب أن يعطي الناس أمثولة خالدة من المحبة ، تبقى على الدهر ، وتحركهم على الندامة على ما اقترفوه من آثام وتحملهم على مبادلة الله المحبة . ومرة أخرى نصرخ في وجه هذا المؤلف مؤكدين أنه صور الداء أدق تصوير عندما تكلم عن الدماء والقسوة ، ولكنه عندما بدأ يجيب ويصف الدواء تعثر وكبا ، ولم يقل إلا عبارات جوفاء لا تحمل أي معنى . 8 - ونعود إلى القس بولس سباط لنسأل كما سأل : إذا كان الكلمة قد تجسد لمحو الخطيئة الأصلية فما العمل في الخطايا التي تحدث بعد ذلك ؟ ويجيب هذا الكاتب بما يلي بالحرف الواحد : إذا عاد الناس إلى اجتراح الخطايا فالذنب ذنبهم ، لأنهم آنسوا النور وعشوا عنه مؤثرين الظلمة بإرادتهم [1] ، ومعنى ذلك أن خطيئة واحدة محيت وأن ملايين الخطايا سواها بقيت وجدت بعد ذلك وسيحاسب الناس على ما اقترفوه ، وبعض ما اقترفوه أقسى من عصيان آدم ، لقد أنكر بعض الناس وجود الله ، وهاجمه آخرون وسخروا بجنته وناره ، فلماذا كانت مظاهرة التجسد لخطيئة واحدة وتركت خطايا لا تعد ؟ 9 - أين كان عدل الله ورحمته منذ حادثة آدم حتى صلب المسيح ؟ ومعنى هذا أن الله ظل ( تعالى عن ذلك ) حائرا بين العدل والرحمة آلاف السنين حتى قبل المسيح منذ حوالي ألفي عام أن يصلب للتكفير عن خطيئة آدم .