نام کتاب : مقارنة الأديان ، المسيحية نویسنده : الدكتور أحمد الشلبي جلد : 1 صفحه : 126
الخلائق كلها ، الذي ولد من أبيه قبل العوالم كلها ، وليس بمصنوع ، إله حق من إله حق ، من جوهر أبيه الذي بيده أتقنت العوالم ، وخلق كل شئ . من أجلنا ومن أجل معشر الناس ، ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من روح القدس ، وحبل به وولد من مريم البتول . . . وصلب أيام بيلاطوس ، ودفن ، ثم قام في اليوم الثالث وصعد إلى السماء ، وجلس عن يمين أبيه [1] . ويضيف القرار ما يلي للتخويف والتحذير : والجامعة المقدسة الكنيسة الرسولية تحرم كل قائل بوجود زمن لم يكن ابن الله موجودا فيه ، وأنه لم يوجد قبل أن يولد ، وأنه وجد من لا شئ . أو من يقول : إن الابن وجد من مادة أو جوهر غير جوهر الأب . وكل من يؤمن أنه خلق ، أو من يقول إنه قابل للتغيير [2] . وهكذا تدخلت القوة فخلقت هذا القرار الذي اتخذته أقلية المجتمعين ، ولم تكتف القوة بذلك بل فرضت هذا القرار فرضا على الناس وحرقت كل ما سواه ، وحرمت على الناس الحديث بما يخالفه ، وصادرت وأفنت كل ما كتب متجها غير هذا الاتجاه ، وتعدت ذلك إلى اضطهاد من يقولون بالتوحيد وعزلهم عن مكان الرياسة ، ومعاقبتهم بالنفي والتشريد عند اللزوم . وكان هذا العام ( 325 ) أول تاريخ يتخذ فيه قرار ضد التوحيد ويحكم بألوهية المسيح ، ولكن القائلين بالتوحيد لم يهدأوا على الرغم مما لاقوا من عنف ، فنجدهم كما يروي ذلك ابن البطريق يعقدون مجمعا إقليميا في صور وقد حضره بطريرك الإسكندرية ، ووجد نفسه الوحيد بين المجتمعين الذي يعتقد بألوهية المسيح ويدافع عنها ، وقد اشتد الخلاف بينه وبين الحاضرين ، وانتقل الخلاف من القول إلى الفعل فاعتدوا عليه بالضرب الشديد وكادوا يقتلونه .